ويقول الشيخ أحمد بن حجر آل أبو طامي تحت عنوان:
" أثر الدعوة في البلاد النجدية ":
" 1 - قضت هذه الدعوة المباركة قضاء تاما على ما كان شائعا في " نجد " من الخرافات، وما كان شائعا من تعظيم القبور والنذر لها، والاعتقاد في بعض الأشجار، وأحيت معالم الشريعة بعد اندثارها.
2 - إن أهل نجد قد رجعوا إلى التوحيد الخالص من شوائب الشرك والوثنية، كما رجعوا إلى الكتاب والسنة المطهرة، وحكموها في جليل الأمور وحقيرها.
3 - كانوا متفرقين، لا تجمعهم رابطة، ولا يجمعهم حكم شرعي، ولا قانوني، بل كانوا مختلفين ومتفرقين في المشارب والنزعات، فوحدت هذه الدعوة كلمتهم، وجمعت شملهم، وجعلتهم تحت راية واحدة، وأخضعتهم لسلطان واحد، يسوسهم بكتاب الله المجيد وسنة رسوله.
4 - كانوا في نهاية من الجهل والغباوة إلى حد أن اعتقدوا في الأشجار والغيران، فنشرت الدعوة فيهم علوم الشريعة المطهرة وآلاتها من التفسير والحديث والتوحيد، والفقه والسير والتواريخ، والنحو، وما إلى ذلك من العلوم.
وأصبحت الدرعية كعبة العلوم والمعارف، يفد إليها طلاب العلوم من سائر النواحي من أرجاء نجد واليمن والحجاز والخليج العربي، وانتشر العلم في جميع الطبقات حتى قال المؤرخون: أصبح الراعي يرعى المواشي في الفيافي ولوح التعليم في عنقه، حتى من قوة انتشار العلم وسريانه ظهر العلماء الراسخون، وألفوا الكتب القيمة في مختلف العلوم، بعد ذلك الجهل العظيم الذي خيم على أرجاء نجد، وتركها تتخبط في دياجير الظلمات والأوهام.
5 - انتشر الأمن في جميع أرجاء نجد حتى إن الماشي والراكب يمشي المسافات الطويلة، ذات الليالي والأيام، لا يخاف إلا الله، ولو كان عنده من الأموال ما تنوء بحملها عصبة من الرجال.
6 - لم تكن نجد معروفة لدى الأمم، وكانت حقيرة، وليس لها حساب، ولا ميزان، ولا قيمة، ولم يكن لها ملك، ولا حاكم معروف، ما عدا بعض الأمراء الصغار الذين كانوا يحكمون قرية أو قريتين، فأصبحت نجد ببركة هذه الدعوة مملكة موحدة طار صيتها في الآفاق، ووضعت في صف الأمم.