وإن كان يوجد - في الحاضرة - شيء من العلم الشرعي والعلماء، وقليل من التعليم (قراءة وكتابة) ، ولكن كانت اهتمامات العلماء مقصورة على الفقه غالبًا، أما عنايتهم بالعقيدة والحديث والتفسير واللغة فهي قليلة، وكما أن جهود العلماء أمام البدع والمنكرات ضعيفة.
وقد بين الشيخ الإمام في إحدى رسائله هذه الأوضاع قائلًا: «وعرفت ما عليه الناس من الجهل والغفلة والإعراض عما خُلِقوا له، وعرفت ما هم عليه من دين الجاهلية، وما معهم من الدين النبوي، وعرفت أنهم بنوا دينهم على ألفاظ وأفعال أدركوا عليها أسلافهم، نشأ عليها الصغير، وهرم عليها الكبير» [1] . إلى أن قال: «فانظر يا رجل حالك وحال أهل هذا الزمان، أخذوا دينهم عن آبائهم ودانوا بالعرف والعادة» [2] .
وهذا عن الحاضرة، أما البادية فقد ذكر ابن غنام وغيره، أنهم: لا يعرفون الدين ولا يقيمون شعائره، وكثيرون منهم يجحدون، أو يجهلون الإيمان بالبعث [3] . [1] مجموعة الرسائل والمسائل (1، 3) . [2] مجموعة الرسائل والمسائل (1) . [3] انظر: تاريخ نجد لابن غنام، تحقيق د. ناصر الدين الأسد (1، 144) .