responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أثر الملل والنحل القديمة في بعض الفرق المنتسبة إلى الإسلام المؤلف : عبد القادر عطا صوفي    الجزء : 1  صفحة : 57
ودعوا النَّاس إليها.
وليست الهندوسيَّة هي الديانة ـ الهنديَّة ـ الوحيدة التي قالت بالتثليث، بل شاركتها البوذيَّة أيضاً[1].
وكذا كانت العقيدة المصريَّة القديمة ـ أولاً ـ قائمة على تقديس ثالوثٍ مكوَّنٍ من (أوزيريس) ـ إله الإنبات والخصوبة، أو إله النيل ـ، وزوجته (إيزيس) ـ إلهة الحكمة والتشريع والسحر ـ، وابنه (هوروس) ـ إله الإنتاج والعمارة ـ، والجميع يرجع إلى إلهٍ واحدٍ[2].
ومن المؤكَّد أنّ النصرانيَّة المحرَّفة استمدت فكرة الأقانيم الثلاثة من الهندوسيَّة، أو من العقيدة المصريَّة القديمة، فخرجت على النَّاس بمعتقد التثليث: الأب، والابن، وروح القدس.
يقول بطرس البستاني [1882م] : (كلمة الثالوث تُطلق عند النَّصارى على وجود ثلاثة أقانيم معاً في اللاهوت، تُعرف بالآب، والابن، والروح القُدُس) [3]. وهذه الأقانيم كلمة سريانيَّة الأصل، مفردها "أقنوم"، وهو الشخص الكائن المستقلّ بذاته.
وهذا هو التثليث، الذي أخذته النصرانية ـ بعد انحرافها ـ عن الوثنيِّين.
ولندع الكلام لشاهدٍ من أهلها؛ وهو (ول ديورانت) [Will Diorant] ، يتحدَّث عن هذا التأثُّر، فيقول: “لمَّا فتحت المسيحيَّة روما، انتقل إلى الدين الجديد دماء الدين الوثني القديم: لقب الحبر الأعظم، وعبادة الأم العظمى،

[1] انظر العقائد الوثنيَّة في الديانة النصرانيَّة لمحمد طاهر التنّير ص 16-17.
[2] انظر مقارنات الأديان –الديانات القديمة- لمحمد أبو زهرة ص 11-12.
[3] دائرة المعارف لبطرس البستاني 6/305.
اسم الکتاب : أثر الملل والنحل القديمة في بعض الفرق المنتسبة إلى الإسلام المؤلف : عبد القادر عطا صوفي    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست