اسم الکتاب : أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الأفكار الهدامة المؤلف : الجربوع، عبد الله بن عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 355
أما سائر الناس، فإن الوحي هو سبيل هدايتهم، كما قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة:185] .
لكن تحقق الهداية يتم للمتقين الذين اتبعوا رضوان الله.
2- دلت الآية على أن العلم المستقى من الوحي المطهر، هو السبب الأهم في هداية المؤمنين، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، دل على ذلك قوله: {يَهْدِي بِهِ اللهُ ... } الآية، فبالقرآن يهدي الله عباده المؤمنين، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى صراطه المستقيم.
3- أن تأثير العلم فيمن اتبع رضوان الله شامل لتطهيرهم بإخراجهم من الظلمات، وإبعادهم عن الضلالات، كما هو شامل لإدخالهم في النور بتزكيتهم وهدايتهم إلى سبل السلام، والصراط المستقيم.
فالنور والكتاب مؤثر في التطهير والتزكية، فالله تعالى عندما يذكر إخراجهم من الظلمات يقرن به إدخالهم في النور، مما يدل على أن التطهير من الظلمات لا يكفي بدون الدخول في النور، كما أن التزكية لا تتم بدون التطهير، كما دلت الآية على أن الطريق إليهما يكون بالعلم المستمد من الكتاب والسنة والعمل به.
وبهذا يتبين أن بداية الاهتداء تكون بتطهير القلب من العقائد الفاسدة، والظنون السيئة، وما يتبع ذلك من النيّات والعواطف، وتبين أن
اسم الکتاب : أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الأفكار الهدامة المؤلف : الجربوع، عبد الله بن عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 355