اسم الکتاب : أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الأفكار الهدامة المؤلف : الجربوع، عبد الله بن عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 323
وبين عقابه لهم على ذلك بقوله: {وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ... } .
"أي خذله عن محجة الطريق، وسبيل الرشاد في سابق علمه، علم منه بأنه لا يهتدي ولو جاءته كل آية" [1].
وعاقبهم أيضاً بأن منعهم من الانتفاع بموارد العلم التي هي السمع والبصر والقلب.
فدل على أن استحكام الهوى وهي العواطف الفاسدة
سبب الضلال ومانع من التعقل، والمعرفة السليمة.
وبهذا يتبين المقصود، وهو تأثير العواطف والعقائد على التعقل وتحصيل العلوم.
وخلاصة ما تقدم: أن العلم الوارد إلى القلب، هو الموجه الأول والمؤثر الأساس الباني -بإذن الله- للعقائد والعواطف، وللعقائد تأثير على العواطف، ولهما تأثير على الانفعالات.
كما تبين الأثر العكسي وهو تأثير العواطف والعقائد المستحكمة على التعقل واكتساب العلوم، والله أعلم.
وإذا تبين ذلك فإن الغرض هو معرفة أثر الإيمان على هذه الوظائف القلبية، وبحيث يقطع الصلة بينها وبين الأفكار المخالفة الضالة، وذلك ما سيجري الكلام عليه في الفصل الثاني والثالث، من هذا الباب -إن شاء الله تعالى. [1] المصدر السابق 25/150.
اسم الکتاب : أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الأفكار الهدامة المؤلف : الجربوع، عبد الله بن عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 323