responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وصايا الملوك المؤلف : دعبل الخزاعي    الجزء : 1  صفحة : 20
على أنَّ ثوراً لا يُخَالفُ ما دَهَتْ ... بظلمائِها ذاتُ النُّجُومِ الشَّوابِكِ
وَأنَّ الإتاواتِ الَّتي يُسألُونَهَا ... تُوفّى إلى ثوْرِ بنِ نبتِِ بن مالِكِ
وإلاَّ فلا يَلحونَ إلاَّ نُفُوسَهُمْ ... إذا رُمِيتْ هَامَاتُهُمْ بالسَّنابِكِ
قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن ثور بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان خرج إلى الأحقاف، وملكها، وأخذ الإتاوة من أهلها، وكتب كتاب ولايته على جبل من جبالها. فيقال: إن ذلك الكتاب إلى اليوم بيّن ظاهر، يقرؤه من يجيد كتابة الأوائل. ويقال: إن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان لما توفي أيمن بن الهميسع وولي الأمر بعده ابنه زهير بن أيمن أقبل على ابنه الغوث بن نبت بن مالك، وكان كاملاً في كل أحواله من الشجاعة والفطنة والرأي الثاقب، فقال وهو يرثي أيمن بن الهميسع:
قضى نحبَهُ بعدَ الهميسعِ أيمنٌ ... وأيمنُ فاعلَم خَيرُ حَيٍّ وهَالِكِ
وُكُلُّ امرِئٍ لا شكَّ يُقضَى قَضَاؤهُ ... ويُسقَى بكأسِ النازِلِ المُتداركِ
فشِبهُ بنِي الدُّنيا إذا ما جهِلتهُم ... كتِلك النُّجُومِ التَّالياتِ الشَّوابكِ
فمَنْ بينِ بادٍ لاحَ عِندَ طُلُوعِهِ ... ومِنْ آفلٍ دانٍ وهاوٍ وسامِكِ
وكُلٌّ لهُ نُورٌ على قدرِ ذاتِهِ ... وسُلطانِهِ عندَ اختلافِ المسالِكِ
فيا غوثُ لا تَنسَ الوصايا الَّتي بِها ... خَصَصتُكَ يا غوثَ بن نبتِ بن مالِكِ
تُطِيعُ زُهيراً مثلَ ما كُنتُ لم أزَلْ ... أُطيعُ أباهُ أيمنَ بنَ الملائِكِ
أطعتُ ووافتِني الإتاوةُ جَهرةً ... مُعَكَّمةً فوقَ المَطِيِّ الرَّواتِكِ
بُنيَّ عرفتَ الرُّشدَ فاتبع ضياءَهُ ... مَدَى الدَّهر واسلُكْ في الأُمورِ مسالِكي
قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن الغوث بن نبت بن مالك حفظ وصية أبيه، وعمل بها وثبت عليها. ويقال: إنه كتب إلى عمال أبيه في الأطراف والثغور في طاعة زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير، فسمعوا له وأطاعوا، وحملوا إليه الإتاوة.
ويقال إن الغوث بن نبت بن مالك جرَّد ابنه الأزد بن الغوث إلى مأرب في الخيل والعدد، وعقد له الولاية على ساكني أرض مأرب، وأمرهم بالسمع والطاعة له. وكتب للأزد إليهم هذه الأبيات:
مِنَ الغوثِ عن أمرِ المليكِ زُهيرِهَا ... إلى مأربٍ بالأمرِ والنَّهي للأزدِ
على أنَّ بعدَ الغوثِ للأزدِ أمرُهُ ... وتُجبَى له الأطرافُ في القُربِ والبُعدِ
ولا تتعدَّى طاعةَ الأزدِ مأرِبٌ ... مدى الدَّهرِ ما وَهمٌ براكبه يحدي
وإلاَّ فلا يلحونَ إلا نُفُوسَهُمْ ... إذا ما مُنُوا بالزَّاعِبيةِ والجُردِ
قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن مأرب سمعت للأزد وأطاعت. ومأرب اسم قبيلة من قبائل عاد الصغرى. ويقال: إن الأزد تولى بعد أبيه الغوث جميع ما كان يتولاه لزهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير، وكذلك لابنه عريب بن زهير حين ولي الملك بعد أبيه زهير بن أيمن بن الهميسع.
ويقال: إن الأزد لم يزل والياً للأطراف والثغور للملك عريب بن زهير، تسمع له العمال، وترفع إليه ما يجب عليها لبيت مال الملك. وكان كلما مات في الأطراف والثغور عامل من عمالها تقلد عمله الأرشد من ولده أو من إخوته أو من بني عمه، يرفع الإتاوة ويسمع ويطيع، ويحيي رسم من مضى قبله في طاعة من تقلد الملك من حمير وطاعة من تقلد الأطراف والثغور من كهلان.
ويقال: إن مازن بن الأزد بن الغوث ولي بعد أبيه الأزد بن الغوث الأطراف والثغور للملك عريب بن زهير بن أيمن، وكذلك لابنه قطن بن عريب حين صار الملك إلى قطن بن عريب بعد أبيه.
ويقال: إن مازن بن الأزد رثى عريب بن زهير حين توفي في شعره الذي يقول فيه: " من البسيط "
أمسَى عَريبٌ عنِ المُلكِ اللَّقاحِ وعَنْ ... رَعيَّة المُلكِ تحتَ التُّربِ مرمُوسا
وكانَ فيما مَضَى المُلكُ اللَّقاحُ بهِ ... مستوسِقُ العِزِّ في الآفاقِ مأنُوسا
لولا أبُو وائِلٍ خَيرُ الورى قطنٌ ... لأصبحَ المُلكُ ميَّاداً ومَنْكُوسا
بهِ استقامَتْ لنا الدُّنيا وأسعَد من ... بالأمسِ بعدَ عَرَيبٍ كانَ منحُوسا

اسم الکتاب : وصايا الملوك المؤلف : دعبل الخزاعي    الجزء : 1  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست