اسم الکتاب : مقامات الحريري المؤلف : الحريري الجزء : 1 صفحة : 482
الأول وقوله (من نحر وار) يعني الجمل المكتنز شحماً الكثير مخاً. وقوله (عشارة تخور وإعشاره تفور) العشار النوق الحوامل والأعشار البرمة العظيمة كأنها شعبت لعظميها يقال برمة أعشار وجفنة أكسار وثوب أسمال وبرد أخلاق وحبل أرمام ووصف الجماعة منها كوصف الواحد. وقوله (فاكهة الشتاء) كني بها عن النار ومنه قوله بعض المحدثين
النار فاكهة الشتاء فمن يرد ... أكل الفواكه شاتياً فليصطل
أن الفواكه في الشتاء شهية ... والتار المقرور أفضل مأكل
وقوله (موائد كالهالات) يعني دارات القمر ودارة الشمس تسمى الطفاوة. وقوله (مشوش الغمر) يعني المنديل يقال مش يده بالمنديل أي مسحها ومنه قول امرئ القيس
نمش بأعراف الحياد اكفنا ... إذا نحن قمنا عن شواء مضهب
وقوله (مشتهباً فوداه) أي صارا من الشيب في لون الأشهب ومنه قول امرئ القيس أيضاً
قالت الخساء لما جئتها ... شاب بعدي رأس هذا واشتهب
وقوله (رنص حجرة) يعني ناحية ويقال في المثل لمن يشارك في الرخاء ويجانب عند البلاء يرتع وسطاً ويربض حجرة. وقوله (فاسترعة سمع السامر) يعني السمار لأن السامر اسم للجمع كالحاضر اسم للحي النازلين على الماء وكالباقر اسم لجماعة البقر وقال بعض أهل اللغة هوة اسم للبقر مع رعاتها واشتقاق السامر من السمر وهو ظل القمر مأخوذ من السمرة فلما كان غالب أحوال السمار أنهم يتحدثون في ظل القمر اشتق لهم اسم منه وإلى هذا يرجع قولهم لا أكلمه القمر والسمر. وقوله (ليس يعشك فادرجي) هذا مثل يضرب لمن يتعاطى ما لا ينبغي له والعشر ما يكون في شجرة فإذا كان في حائط أو كهف جبل فهو وكر. وقوله (الإيناس قبل الإنساس) هذا مثل أيضاً ومعناه أنه ينبغي أن بؤس الإنسان ث م يكلف واصله أن حالب الناقة يؤنسها حين يروم حلبها ثم لبس بها الحلب والإيساس أن تقول لها بس لتسكن وتدر وتسمى الناقة التي تدر على الابساس البسوس. وقوله (يرغب في الشكم) الشكم ما أعطيته على سبيل المجازاة فإن أعطيته مبتدءاً فهو الشكد. وقوله (ساء أبا مثوابا) يعني المضيف الذي أووا إليه وثووا عنده. وقوله (ناقة عيدية) قيل أنها منسوبة إلى فحل منجب اسمه عيد وقيل هي منسوبة إلى فخذ من مهرة اسمه عيد بن ميرة وكانت مهرة وعيد تتخذان نجائب الإبل
اسم الکتاب : مقامات الحريري المؤلف : الحريري الجزء : 1 صفحة : 482