responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقامات الحريري المؤلف : الحريري    الجزء : 1  صفحة : 391
النّوالِ. ليَفيضَ شِربُهُ الذي غاضَ. وينْجَبرَ منْ حالِهِ ما انْهاضَ. وقد كانَ حينَ أخذَني بالدّرْسِ. وعلّمَني أدَبَ النّفْسِ. أشْرَبَ قلْبي أنّ الحِرْصَ مَتعَبَةٌ. والطّمَعَ معْتَبَةٌ. والشَّرَهُ مَتْخَمَةٌ. والمسألَةَ مَلأمَةٌ. ثمّ أنشدَني منْ فلْقِ فيهِ. ونحْتِ قَوافيهِ:
إرْضَ بأدنى العيشِ واشْكُرْ عليْهِ ... شُكْرَ منِ القُلُّ كثيرٌ لدَيْهْ
وجانِبِ الحِرصَ الذي لم يزَلْ ... يحُطُّ قدْرَ المُتَراقي إلَيْهْ
وحامِ عنْ عِرضِكَ واستَبْقِهِ ... كما يُحامي اللّيْثُ عنْ لِبْدتَيْهْ
واصْبِرْ على ما نابَ منْ فاقَةٍ ... صبْرَ أولي العزْمِ وأغمِضْ عليْهْ
ولا تُرِقْ ماء المُحَيّا ولوْ ... خوّلَكَ المسْؤولُ ما في يدَيْهْ
فالحُرُّ مَنْ إنْ قَذيَتْ عينُهُ ... أخْفى قَذى جَفنَيْهِ عن ناظِرَيْهْ
ومَنْ إذا أخْلَقَ ديباجُهُ ... لمْ يرَ أنْ يُخْلِقَ ديباجَتَيْهْ

اسم الکتاب : مقامات الحريري المؤلف : الحريري    الجزء : 1  صفحة : 391
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست