اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السكاكي الجزء : 1 صفحة : 581
وما يحكى أن عمر بن لحاء أنشد جريرا شعرا فقال ما هذا شعر شعرك هذا شعر حنظلي ولا تسل عن فطانتهم المنتبهة على الزمزمة اللطيفة وحدة نظرهم الدراكة للمحة الضعيفة كما يترجم عن ذلك الروايات عنهم المشهورة، يروى أن فزاريا ونمريا تسايرا فقال الفزاري للنميري غض لجام فرسك فقال إنها مكيوتة وإنما أراد الفزاري ما قيل في بني نمير:
فغض الطرف إنك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا
وإنما عني النميري ما قيل في بني فزارة
لا تأمن فزاريا ياخلوت به ... على قلوصك وأبكتها بأسيار
وأن واحداً من بني نمير وهو شريك النميري لقي رجلا من تميم فقال له التميمي يعجبني من الجوارح البازي، قال شريك وخاصة ما يصيد القطا، أراد التميمى بقوله البازي:
أنا البازي المطل على نمير ... أتيح من السماء له انصبابا
وعني شريك بذكر القطا قول الطرماح:
تميم بطرق اللؤم أهدي من القطا ... ولو سلكت سبل المكارم ضلت
وأن معاوية قال للأحنف ما الشيء الملفف في البجاد فقال السخينة وإنما أراد معاوية قول القائل:
إذا ما مات ميت من تميم ... فسرك أن يعيش فجيء بزاد
بخبز أو بتمر أو بسمن ... أو الشيء الملفف في البجاد
تراه يطوف في الآفاق حرصا ... ليأكل رأس لقمان بن عاد
وكان الأحنف من تميم، وإنما أراد الأحنف بالسخينة وهي
اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السكاكي الجزء : 1 صفحة : 581