responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 81
فما الفصاحة إلا ما تكرره ... منازل الدن من ترجيع فأفاء
فاعكف على جلس اللذات مغتنما ... فالدهر في حربه تلوين حرباء
قيل: أتى عبد الملك بن مروان فقال له ماذا شربت فقال:
معتقة كانت قريش تعافها ... فلما استحلوا قتل عثمان حلت
فقال مع من؟ فقال: سقوني مع الشعرى بكأس روية ... وأخرى من الجوزاء لما استقلت قال فما غنيت؟ فقال:
سقوني وقلوا لا تغن فلوا سقوا ... جبال حنين ما سقوني لغنت
فعفى عنه وأطلق سبيله.
ومن كلام الشيخ برهان الدين القيراطي: يوم أنيق وغيم دفيق، وروض إذا سلسل ماؤه المطلق تهلل وجهه الطليق، فإذا دعى الندامى فيه بالصبوح- جاءت قنية في يدها إبريق، وإذا انحرت السقاة فيه دماء الرقاق صارت أيامهم كلها أيام تشريق، وإذا خاط منم الشرب سرور وغار من أوجه المسك الفتيق.
قلت: قوله أيان التشريق مأخوذ من قول أبي الحسن الجزار يفتخر:
إنى لمن معشر سفك الدما لهم دأب ... وسل عنهم إن رمت تصديق
تضيء بالدم إشراقا عراصهم ... فكل أيامهم أيام تشريق
وقال برهان الدين القيراطي أيضاً:
زوج الماء براحك ... وأجلها بين ملاحك
اتعطل يوم لهو ... من صبوة في صباحك
وإذا خفت افتضاحا ... كل عيس في افتضاحك
أو ترى فيها جناحا ... قم ودعني من جناحك
وصل اليوم اغتباقا ... من كئوس باصطباحك
صاح هذا وقت راحى ... واقتراحي واقتراحك
فاطرح من لام جهلا ... في اطراحى والطرحك
وقل شهاب الدين أحمد لن أبي جحلة هذه الأبيات تحبب في الحبب وتقلب إكسير راحها لجين الزجاج إلى الذهب قد امتزجت بالقلوب امتزاج الماء بالراح ولم يفتح بمثلها على صاحب الفرح، كم رقصت على سماعها الأحبة ونقط الحبيب دينارها من خده وشامته بدينار بقيراط وحبه.
وقال الشيخ بدر الدين البشتكي أبقاه الله تعالى: أقول كلما والله نظرت إلى هذه الأبيات، والكلمات الحجيلات، أكاد أسكر بلا راح، وأطير من الأدب بلا جناح.
هذه عبارة الشيخ بدر الدين ومن خطة نقلت.
قلت: ولو قال بدر الدين وأطير من الأدب وأطبر من الفرح لكان أحسن فتأمله.
وأنشد عن لفظة لنفسه سيدنا القاضي المفنن البارع صدر الدين على بن سيدنا ومولانا القاضي أمي الدين بن الآدمي سلمه الله تعالى وقلتها من خطه:
سبح القمرى في الدوح وغرد ... فحسبنا إن في الروضة معبد
والند فاض على زهر الربا ... فسرت بين الندامى نفحة الند
إنما الزهر ثغور فتحت ... باسمات بحميل المزن لما يتأود
من يدي ظبي عزيزي أهيف ... مخطف الخصر رقيق مايس القد
كامل الأوصاف لكن ثغره ... ولما ريقه حلو مبرد
جامع الحسن لوصل مانع ... طرفه الهندي قد بالغ في الحد
ضيق العين إذا ما سمته ... قبلة سل من اللحظ مهند
وحمى فاه بلحظ فاتر ... فهو تركي على الثغر مجرد
يا له من عجب في لحظه ... سكر العشاق منه وهو عربد
لينت أعطفه الخمرة لى ... فأعادت أسد الخلية أغيد
بنت كرم عشقوها زمنا ... طال حتى إنه لم يحص بالعد
تسلب العقل من الرأس كما ... سلبت قدم من الكرمة باليد
قل لساقينا إذا طاف بها ... سحرا بين الندامى يتردد
أترع الكأس وأسرع واغتنم ... جمع شمل واختش أن يتبدد
ما تر الأنجم كانت زمرا ... لم يدع ذا الصبح منها غير فرقد
فهي مثلى حين غابت سادتي ... عن عياني بعد جمع صرت مفرد
قلت: وإذ ذكرنا مدحها أيضاً وأوسعنا المجال في ذلك فلا بأس بإيراد نبذة من ذمها في الحديث المرفوع جمع الشر كله في بيت وجعل متاحه الخمر، وفي كتاب المبهيج الخمر مصباح السرورو ولكنه مفتاح الشرور.
وقيل لبعضهم تركت النبيذ وهو رسول إلى القلب فقال نعم ولكنه بئس الرسول يبعث إلى القلب فيذهب إلى الرأس.
وكان العباس بن علي عم المنصور يأخذ الكأس بيده يقول لها: أما المال فتتلفين وأما المروءة فتخلفين وأما الدين فتفسدين فيسكر ساعة ثم يقول أما النفس فتسخنين وأما القلب فتشجعين وأما الهم فتطردين أفناك متى تقتلين ويشربها.
قيل لأعرابي لم لا تشرب النبيذ قال لا أشرب عقلى.

اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست