responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 256
القول في طبائع الكلب: قال المتكلون في طباع الحيوان الكلب لا سبع تام ولا بهيمة تامة حتى كأنه من الخلق المركب لأنه لو تم له طباع السبعية ما ألف الناس واستوحش من البراري وجانب القفار ولو تم له معنى البهيمة في الطبع ما كل لحم الحيوان وكلب على الناس وإنما جعلناه تبعا للفهد وهذه حالته لمشاركته له في حرفة الصيد واعتناء الناس بتربيته وتعليمه كما اعتنوا بالفهد في ذلك وهو نوعان أهلي وسلوقي ومما يختصر به الكلب السلوقي من الطباع وسبب نتاج السلوقي كما حكاه أهل الكلام في الكلبزة أن الكلاب تسفد الذئاب في أرض سلوقة من أرض اليمن فيتولد بينهما السلوقي وقال آخرون الثعالب والكلب السلوقي له نفس مولعة بتناول ما يرسل عليه ويطلبه بالإحضار خلفه حتى يدركه فيأخذه لهم لأن حرصه على الصيد وغضبه ليس هن أجل نفسه كما يغضب الفهد لأن الجوارح تعمل لأنفسها إلا الكلاب فإنها تكتسب لأصحابها وهى إذا كثرت عليها الآثار واختلطت تتنكب لذلك وتذهب في كل جهة حتى تستثبت الأثر وتتحقق جهته وذلك من حرصها على مطاوعة ربها واستعدادها لنكاية أعدائه ومسارعتها لتحصيل غرضه الذي أرسلها بسببه ومن أعجب الأحوال فيه أنه إذا عاين الظباء قريبة منه كانت أو بعيدة عرف المقبل منها والمدبر وعرف العنز من التيس، وإذا أبصر القطيع لم يقصد غير التيس لعلمه أنه إذا عدا شوطين لم يستطع البول مع شدة الحصر ورفع القوائم فينقص مدى خطاه ويعتريه الهير فيلحقه الكلب والعنز إذا اعتراها البول في العدو ولم تمسكه وقذفت به لسعة السبيل فلأجل ذلك لا يطلبها ومن عجيب أمره أنه يعرف الميت من المتماوت حتى يقال أن الروم لا تدفن ميتاً حتى يعرضونه على الكلاب فتظهر هن شمه إياه علامة يستدلون بها على حياته أو موته ويقال إن هذا الحذق لم يوجد إلا في كلب يسمعى القلطي وهو صغير الجرم قصير القوائم جدا ويسمى الصيني وهو مع هذا لا يبلغ رتبة الذئب في الشم والاسترواح وإناث. الكلاب السلوقية أسرع تعلما من الذكور والفهد بالعكس، وهذا النوع يعيش عشرين سنة على ما زعم أرسطو وربما لم يبلغ الإناث هذا العمر.
دلائل النجابة والفراهة في الكلاب السلوقية: أما في الخلقة فطول ما بين الرجلين واليدين وقصر الظهر وصغر الرأس وطول العنق وغضف الأذنين وبعد ما بينهما وسعة العينين وبعد ما بينهما وزرقة العين ونتوء الجبهة وعرضها وقصر اليدين، وأما الألوان فيقال السود أقل صبرا على الحر والبرد والبيض أفره إذا كن سود العيون وقد قال قوم إن السود أصبر على البرد وأقوى وكذلك السود من الحيوان.
الفراهة في الجرو: إذا ولدت الكلبة واحداً كان افره من أبويه وان ولدت. ذكرا وأنثى كان الذكر أفره وان ولدت ثلاثة فيها أنثى في شبه الأم كانت أفره من أبويه الثلاثة وإن كان في الثلاثة ذكر واحد فهو أفرهها قال ابن خفاجة:
ومورس السربال يخلح قده ... عن نجم رجم في سماء غبار
يستن في سطر الطريق وقد عفا ... قد ما فيقرأ أحرف الآثار
عطف الضمور سربه فكأنه ... والنقع يحجبه هلال سرار
يفتر عن مثل النصاب وإنما ... يمشى على مثل القنا الخطار
الارجانى:
وعصف يسابق عصف الريا ... ح فيسبقه خصرها إن تسم
رياح مجشمة للعيو ... ن مقلدة في طلاها رمم
لهن من البيض مصقولة ... تسل وتغمد من كل فم
فمن أبيض مثل لون الدمق ... س ومن أصفر أملس كالزلم
وآخر ذي لمع في السوا ... د حكى لونها نفخة في فحم
يقرط مخلبه أذنه ... ويسبق ناظره حيث أم
القول في العقاب: وهذا الصنف يؤنث ولا يذكر ويسمى العنقاء على ما ذهب إليه أهل اللغة وبهذا القول فسر قول أبى العلاء المعرى:
أرى العنقاء تكثر أن تصادا ... فعاند من تطيق له عنادا

اسم الکتاب : مطالع البدور ومنازل السرور المؤلف : الغزولي    الجزء : 1  صفحة : 256
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست