responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصارع العشاق المؤلف : السرّاج القارئ    الجزء : 1  صفحة : 236
قَتِيلٌ لِلُبْنى صَدّعَ الحُبُّ قَلْبَهُ، ... وفي الحُبّ شُغْلٌ للمُحِبّينَ شاغِلُ.
فقال: أنا والله أشعر منه حيث أقول:
سَلَبْتِ عِظَامي لحمَها فَترَكتِها ... مُعرَّقةً، تَضْحَى إليكِ وَتَخْصَرُ.
وَأخْلَيْتِهَا مِن مُخّها، فَكَأنّها ... قَوَارِيرُ في أجوَافِها الرّيحُ تَصْفِرُ.
إذا سَمِعَتْ ذِكرَ الفرَاقِ تَقطّعتْ ... عَلائِقُها مِمّا تَخَافُ وَتَحْذَرُ.
خذي بيَدي ثمّ انهَضِي بي تَبَيّني ... بيَ الضّرَّ، إلاّ أنّني أتَسَترُ.
قال: ثم مر فجمز في الصحراء، فلما كان في اليوم الثاني أتيته، فجلست في ذلك الموضع، فلما أحسست به قلت: ما أشعر قيساً حيث يقول:
تُباكِرُ أمْ تَرُوحُ غَداً رَوَاحَا، ... وَلَنْ يَسْتطيعَ مُرْتَهِنٌ بَرَاحَا.
سَقِيمٌ لا يُصَابُ لَهُ دَوَاءٌ، ... أصَابَ الحُبُّ مُقْتَلَهُ فَنَاحَا.
وَعَذّبَهُ الهَوَى حَتى بَرَاهُ، ... كبَرْيِ القَينِ بالسَّفَنِ القِداحَا.
وَكادَ يُذِيقُهُ جُرَعَ المَنَايَا، ... وَلَوْ أسْقَاهُ ذلكَ لاسْتَرَاحَا.
فقال: أنا اشعر منه حيث أقول:
فما وُجدُ مغلوبٍ بصَنعاءَ مُوثَقٍ، ... بسَاقَيهِ من ثِقلِ الحَديدِ كُبولُ.
قَليلِ المُوَالي مُسْتَهَامٍ مُرَوَّعٍ، ... لَهُ بَعدَ نَوْماتِ العِشاءِ عَوِيلُ.
يَقولُ لَهُ الحَدّادُ: أنتَ مُعذَّبٌ، ... غداةَ غَدٍ، أو مُسْلَمٌ فَقَتِيلُ.
بأعْظَمَ مني رَوْعَةً يَوْمَ رَاعَني ... فِرَاقُ حَبِيبٍ مَا إلَيْهِ سَبِيلُ.

اسم الکتاب : مصارع العشاق المؤلف : السرّاج القارئ    الجزء : 1  صفحة : 236
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست