اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 573
الفصل الثالث: المختارات
1
أما مختارات الشعر العربي فأقدم ما وصل إلينا منها المجموعة التي اختارها المفضل بن محمد الضبي -رأس علماء الكوفة في عصره- والتي عرفت بالمفضليات.
ولم يبلغنا أن أحدًا قبل المفضل اختار شيئًا من الشعر وجمعه في مجموعة مستقلة إلا ما قدمناه من أمر المعلقات.
وتحتوي المفضليات التي بين أيدينا على مائة وست وعشرين قصيدة -أضيف إليها أربع قصائد وجدت في إحدى النسخ- لسبعة وستين شاعرًا، منهم ستة شعراء إسلاميون، وأربعة عشر مخضرمون، والباقون وهم سبعة وأربعون شاعرًا جاهليون لم يدركوا الإسلام.
ويبدو أن كثيرين من تلامذة المفضل رووا هذه المختارات عنه، ولذلك اضطربت روايتها بعض الشيء، وأصح رواياتها هي التي رواها أبو عبد الله محمد بن زياد الأعرابي تلميذ المفضل وربيبه، قال ابن النديم1 "وهي مائة وثمانٍ وعشرون قصيدة، وقد تزيد وتنقص، وتتقدم القصائد وتتأخر بحسب الرواية عنه، الصحيحة التي رواها عنه ابن الأعرابي..". ولم يشرح المفضل هذه المختارات، إذ أن المعروف عنه أنه "إنما كان يروي شعرًا مجردًا، ولم يكن بالعالم بالنحو ولا كان يشدو منه شيئًا2"، "وكان يقول: إني لا أحسن شيئًا
1 الفهرست: 102.
2 مراتب النحويين: 115.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 573