اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 551
-2-
وأمام الباحث سؤالان، في الإجابة عنهما جماع البحث عن دواوين القبائل، هما: ما معنى ديوان القبيلة، وماذا كان يحوي بين دفتيه؟ ثم: متى نشأت دواوين القبائل، ومتى جمعت أول مرة، وما المصادر التي أخذ منها الرواة والعلماء من الطبقة الأولى ما جمعوه من هذه الدواوين؟
أمام السؤال الأول فليس من سبيل إلى الإجابة عنه إلا بتتبع ما ورد في المصادر العربية من إشارات تذكر فيها دواوين القبائل، ودراسة هذه الإشارات دراسة تعين على استنباط صورة واضحة تبين معنى ديوان القبيلة؛ وذلك لأننا ذكرنا من قبل أن هذا الحشد الزاخر من دواوين القبائل قد أتى عليه الدهر، ولم يبق لنا منه إلا ديوان واحد هو ديوان هذيل، وسنخصه بحديث مستقل بعد صفحات. فلا أقل إذن، بعد أن عزت دراسة الدواوين نفسها، من أن ندرس ما بقي بين أيدينا من أخبار عن هذه الدواوين وإشارات إليها.
وأول ما نلحظه في هذه الدراسة هي تسمية الديوان؛ فقد كانوا يطلقون على ديوان القبيلة: "أشعار بني فلان"، أو "شعر بني فلان"، أو "كتاب بني فلان". فالآمدى مثلًا يذكر في موطن من كتابه "شعر فزارة"[1]، ويذكر في موطن آخر "كتاب فزارة"[2] وهما بمعنى؛ ويذكر "كتاب بني يشكر3" و"شعر بني يشكر4"، ويذكر "كتاب بني عقيل"5 [1] المؤتلف والمختلف: 59. [2] ص65، 76.
3 ص186.
4 ص40.
5 ص118.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 551