responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 549
عبد القيس النازلة قرى البحرين، فقد تعرف أن طعامهم أطيب من طعام أهل اليمامة.
وثقيف أهل دار ناهيك بها خصبًا وطيبًا، وهم -وإن كان شعرهم أقل- فإن ذلك القليل يدل على طبع في الشعر عجيب. وليس ذلك من قبل رداءة الغذاء، ولا من قلة الخصب الشاغل والغنى عن الناس، وإنما ذلك عن قدر ما قسم الله من الحظوظ والغرائز، والبلاد والأعراق مكانها. وبنو الحارث بن كعب قبيل شريف، يجرون مجاري ملوك اليمن، ومجاري سادات أعراب أهل نجد، ولم يكن لهم في الجاهلية كبيرة حظ في الشعر، ولهم في الإسلام شعراء مفلقون. وبنو بدر كانوا مفحمين، وكان ما أطلق الله به ألسنة العرب خيرًا لهم من تصيير الشعر في أنفسهم. وقد يحظى بالشعر ناس ويخرج آخرون، وإن كانوا مثلهم أو فوقهم. وقد كان في ولد زرارة لصلبه شعر كثير، كشعر لقيط وحاجب وغيرهما من ولده. ولم يكن لحذيفة ولا حصن ولا عيينة بن حصن، ولا لحمل بن بدر شعر مذكور".
فإذا ما عدنا إلى قول ابن قتيبة الذي ذكرناه وهو "ولا أحسب أحدًا من علمائنا استغرق شعر قبيلة حتى لم يفته من تلك القبيلة شاعر إلا عرفه، ولا قصيدة إلا رواها"، استبان لنا صدق هذا القول من الإشارات المبثوثة في صفحات المصادر التي بين أيدينا. فقد رأينا أن الآمدي يذكر في كتابه "المؤتلف والمختلف" ستين ديوانًا لستين قبيلة، وقد رأى هذه الدواوين كلها ورجع إليها، وأخذ منها شعرًا كثيرًا للشعراء الذين أوردهم في كتابه. ومع ذلك فهو كثيرًا ما يذكر أسماء شعراء جاهليين وإسلاميين، ثم ينص على أنه لم يجد لهم -فيما بين يديه من دواوين قبائلهم- ذكرًا أو شعرًا. فمن ذلك أنه يذكر الأغلب الكلبي ثم يقول[1]: "لم أجد له في أشعار كلب شعرًا، وأظن شعره درس فلم يُدرك".
ويذكر ابن أحمر الإيادى ثم يقول إنه لم يجد له في كتاب إياد إلا بيتًا واحدًا

[1] ص23.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 549
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست