اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 493
أو أنهم قد علقوا تعليقات يسيرة حين كانت تقرأ عليهم هذه الدواوين من رواية شيوخهم وكانوا في بعض هذه التعليقات ينصون على أنهم لا يعرفون هذه القصيدة، أو تلك الأبيات، أو أنهم يشكون فيها أو ينكرونها، ولكنهم مع ذلك يبقونها كما جاءت عن شيوخهم ويثبتون معها تعليقاتهم، كما رأينا عند حديثنا عن رواية أبي عمرو الشيباني لديوان امرئ القيس وقراءة الطوسي هذا الديوان برواية المفضل الضبي على أبي عبد الله بن الأعرابي. ومن هنا حق لنا أن نذهب إلى أن هؤلاء التلاميذ قد حفظوا لنا روايات شيوخهم لدواوين الشعراء كما خلفها أولئك الشيوخ، وأن عمل التلاميذ في رواية هذه الدواوين ونقلها وشرحها والتعليق عليها، لم يطمس معالم الرواية الأصلية التي صنعها علماء الطبقة الأولى من الرواة.
"ثالثًا" الروايات المجموعة:
ونقصد بها نسخة الديوان التي ضم فيها جامعها روايات مختلفة لرواة مختلفين من مدرستي البصرة والكوفة معًا. وقد رأينا بعد درسها أنها ضربان، الضرب الأول: ما جمعت فيه قصائد من روايات مختلفة جمعًا مختلطًا متداخلًا، فترى قصيدة من رواية أبي عبيدة بين قصائد من رواية الأصمعي، تكتنفها جميعًا قصائد من رواية المفضل وأبي عمرو الشيباني، ثم قصيدة أو قصائد من رواية الأصمعي وهكذا ... ولا ينص في الغالب على رواية القصيدة نفسها، وإنما عرفنا ذلك من النسخ الأخرى التي عنيت بالنص على الرواية، ويكثر في هذا الضرب النص على روايات بعض الألفاظ في الأبيات المختلفة. ومن أجل هذا نرى أن الغاية من هذا الضرب الأول الجمع والاستقصاء وحدهما، وتتبع كل ما نسب من الشعر لامرئ القيس وحشره بين دفتي ديوان، من غير عناية برواية القصيدة في مجموعها.
والضرب الثاني: ما جمعت فيه قصائد رواية واحدة في نسق متتابع، ينص
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 493