responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 472
نحويي البصرة ويهجو الكوفيين، وخاصة الكسائي، ويعيب مذهبهم، قال فيها بعد أن مدح نحاة البصرة1:
وقل لمن يطلب علمًا ألا ... ناد بأعلى شرف ناد:
يا ضيعة النحنو به مغرب ... عنقاء أودت ذات إصعاد
أفسده قوم وأزروا به ... من بين أعتام وأوغاد
ذوي مراء وذوي لُكنة ... لئام آباء وأجداد
لهم قياس أحدثوه هم ... قيام سوء غير منقاد
فهم من النحو ولو عمروا ... أعمار عادٍ في أبي جاد
أما الكسائي فذاك امرؤ ... في النحو حارٍ غير مراد2
وهو لمن يأتيه جهلًا به ... مثل سراب البيد للصادي
وهجا الكسائي وأصحابه من الكوفيين بقصيدة أخرى منها3:
كنا نقيس النحو فيما مضى ... على لسان العرب الأُول
فجاءنا قوم يقيسونه ... على لغى أشياخ قطربل
فكلهم يعمل في نقض ما ... به يصاب الحق لا يأتلي
إن الكسائي وأشياعه ... يرقون في النحو إلى أسفل
فإذا ما بحثت عن سبب هذا الهجاء، ولم تكتف بهذه العصبية البصرية، وجدت أن بين اليزيدي والكسائي خصومة شخصية ومنافسة، وذلك لأن اليزيدي "كان مؤدب المأمون، والكسائي مؤدب أخيه محمد الأمين، وبينه وبين الكسائي مقارضة بسبب تأديبهما الأخوين"[4]. ومن أجل هذا كان كل همه في أن

1 السيرافي، أخبار النحويين البصريين: 41-44.
2 مراد: هكذا في الأصل، ولعل صوابها؛ حار غير مزداد، أي ينقص ولا يزيد، والحري: النقصان بعد الزيادة.
3 السيرافي: 40
[4] مصدر السابق: 44-45.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 472
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست