responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 318
الأساسية اختلافًا واسعًا إلا أن يُقروا بأنه كشف القناع عن عدة مظاهر تصلح أساسًا لنظرية سليمة، وأنه أول من بدأ دراسة القصيدتين دراسة علمية[1].
غير أن العنصر التحليلي في نظريته هو الذي لفت الأنظار؛ لأنه حينما نشرها كانت تبدو في موقف متميز تميزًا كبيرًا من الاعتقاد القديم بأن ناظم القصيدتين شاعر بعينه هو هومر الواحد. ومن هنا جاء الربط بين عمله والاتجاه إلى الهدم الصرف، وهو اتجاه بعيد عن روحه[2].
ومما هو جدير بالذكر أن ولف كتب على "المقدمة" رقم[1] وذكر في ص24 منها أنها "القسم الأول pars prima"، غير أن الجزء الثاني -وهو الذي كان يجب أن يبحث في أصول نقد النصوص الهومرية-لم يطبع قط[3]. وبذلك لم يواصل هذا الناقد العظيم السير في نظريته حتى يصل بها إلى مرحلة الكمال، فلم يعرض قط -في تخطيط عام- نظامًا أو نهجًا للأغاني والأناشيد المجزأة التي تجمع منها -وفقًا لنظريته- إطار كل قصيدة من هاتين القصيدتين وهيكلها. وإخفاقه في هذا العمل، أو تغاضيه عنه -في خلال حياة طويلة بعض الطول، وفي أوجه نشاطه بعد طبع "المقدمة" "طبعت المقدمة سنة 1795 وتوفي ولف سنة 1824"- أمر يجعلنا نشك في أنه كان يؤمن بإمكان هذا التشريح والتقطيع اللذين تتضمنهما نظريته[4].
وقد ساعد على ذلك التأثير الواسع الذي كان لنظرية ولف، وخاصة في عقول الشبان الألمان، عدة دوافع منها[5]: أن الثورة الفرنسية كانت آنذاك في إبانها، وكان الجو مفعمًا بالتناقض والبدع. وأهم من ذلك أن هذه النظرية ظهرت في وقت أثار فيه الاهتمام الواسع، في بقاع مختلفة من أوربا، الكشف عن قدر

[1] W. D. Geddes, the problem of the Homeric Poems, p.9
[2] جب، هومر 157.
[3] المرجع السابق: 107 في الهامش.
[4] جديس، مشكلة القصدتين الهومريتين: 10.
[5] المرجع السابق: 9.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 318
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست