responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 305
7- إن فكرة "الاستخدام الأدبي للكتابة" تحتاج إلى تعريف وتحديد.
فإذا كان المقصود بها "انتشار الكتابة انتشارًا واسعًا في عدة نسخ لقراءة الجماهير".
فمما لا ريب فيه أنه لا يبدو أن شيئًا من هذا القبيل قد وُجد قبل القسم الأخير من القرن الخامس قبل الميلاد. ولكن لنفرض أن رجلًا نظم عددًا من أبيات الشعر في مخيلته وخشي أن ينساها، فإذا كان يستطيع أن يستخدم "العلامات الفينيقية" استخدامًا مجديًا ليحفظ حساباته مثلًا أو مذكراته الأخرى، فلماذا لا يحفظ بها أبيات شعره؟ ذلك هو حقًّا ما قصده ولف حينما أجاز أن بعض الناس استخدم الكتابة لمثل هذه الأغراض منذ سنة 776 ق. م. وربما لم يكن أحد يستطيع قراءتها إلا الشاعر نفسه أو أولئك الذين خلفها لهم خاصة. ومع ذلك فإنه يكون قد أفلح في مأربه ووصل إلى غايته.
والخلاصة أنه لا بد لنا من أن نفرق -وفقًا للنظرية الولفية- بين ثلاثة أمور تعتمد على احتمالات متفاوتة الدرجة وهي: النظم في الذاكرة Memorial Composition، والنشر الشفهي Oral publication، والنقل عن طريق الرواية الشفهية oral Transmission.
أ- أما النظم في الذاكرة فإنه من التسرع أن ننكر أن رجلًا ذا موهبة خارقة يستطيع أن ينظم الإلياذة والأوديسة من غير عون الكتابة..
ب- أما النشر الشفهي فلا ريب أن القصيدتين الهومريتين قد عرفهما اليونانيون قرونًا طويلة في الغالب عن طريق إنشاد أجزاء متفرقة منهما.
ج- غير أن العقبة الكأداء تنشأ من نظرية الحفظ والنقل الشفهيين حسب.
إن هذه العقبة لا تتصل في أصلها بقدرة الحافظة البشرية؛ إن الصعوبة الحقة هي أن حفظ هذه الأعمال الضخمة ونقلها حفظًا ونقلًا قريبين من الدقة والضبط، عن طريق الرواية الشفهية، خلال القرون من غير عون الكتابة إنما يتطلب تنظيمًا وتدبيرًا، لا أثر لهما ولا دليل عليهما عندنا. وأقرب شبيه بذلك يمكن استحضاره للذهن "كما في الهند" يتضمن أصولًا دينية أو كهنوتية.

اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 305
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست