responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 297
الآخرين، وكيف يختلفون. ومن هنا كانت لفظة "الولفية" مرنة مطاطة تشتمل على ظلال آراء مختلفة متعددة. لقد طُبقت أحيانًا في أضيق الآماد، وأحيانًا أخرى في أوسعها وأرحبها. إن النظرية الولفية الخاصة المميزة لا تعدو أن تكون ما يأتي: إن القصائد الهومرية جمعت، في بداية العصر الأدبي عند الإغريق، من أغانٍ وأناشيدَ قصيرةٍ غير مكتوبة تحدرت من عهد بدائي. أما كم من هذه الأغاني القصيرة نحس أنها من نظم شاعر واحد فأمر ثانوي فرعي. إن رأي ولف، كما رأينا، هو أن الشاعر الذي بدأ مجموعة الأغاني قد نظم أكثرها أيضًا، وأن الشعراء التالين له واصلوا السير في حدود الخطوط العامة لعمله". ثم يقول جب: "لقد اتجهت التطورات الأصيلة لنظرية ولف في اتجاهين عامين:
أحدهما إظهار أثر الشاعر الأول من مجموعة الشعراء أقل مما صوره ولف، ويمثل هذا الاتجاه لاخمان Lachmann. وأما الثاني فإظهار أثره أقوى وأشد، ويمثل هذا الاتجاه هرمان Hermann".
أما لاخمان فقد "قسم الإلياذة إلى ثماني عشرة أغنية منفصلة. ويشيع في نفوسنا الشك، ويوحي إلينا أنها تعزَى إلى ثمانية عشر ناظمًا. وأيًّا كان الأمر فهو يرى أن كل واحدة من هذه الأغاني كانت في أصلها مستقلة استقلالًا ما عن الأخريات. وميزانه الرئيسي هو تناقض التفصيلات والجزئيات ... ثم يؤكد أيضًا أن كثيرًا من الأغاني تختلف اختلافًا كاملًا في روحها العامة".
وأما هرمان فقد طور نظرية ولف بما يتفق مع روح ولف. ويدرك هرمان صعوبة واحدة تركها ولف غير مفسرة، فقد قال ولف: "إن نسج القماش الهومري قد بدأه الشاعر الأول الرئيسي الذي واصله إلى حد معلوم، ثم أتمه آخرون". ولكن لماذا لم يواصلوه إلا في هذه الحدود الضيقة؟ ولماذا حصروا أنفسهم في نطاق أيام معدودات من حصار طروادة؟ ولماذا لم يغنوا لعودة بطل آخر غير أوديسوس؟ يجيب هرمان عن ذلك بقوله: لأن الشاعر البدائي العظيم "هومر" لم يكتف بأن يواصل نسج الخيط إلى حد معلوم، بل رسم التخطيط العام

اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 297
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست