responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 294
خلال العصور على الرغم من أبحاث الناقدين المتشككين. فنحن نجد عالمًا معاصرًا في القرن العشرين من الثقات المختصين بهومر والشعر الإغريقي يذهب هذا المذهب فيقول[1]: "ويبدو من المحتمل أنه كان ثمة شاعر مفرد اسمه هومر صاغ الإلياذة في صورتها النهائية الأخيرة ووحدتها الفنية، ولكنه كان يعمل وفاقًا لأسلوب موروث متواضع عليه ومادة تتناقل وتتوارث". ويقول في موطن آخر من كتابه[2]: "غير أننا إذ ندعي أن تقسيم الإلياذة إلى نتاج مؤلفين مختلفين أمر مستحيل سنتخذ الأدلة التي عثر عليها النقاد لهدف مختلف عن ذلك كل الاختلاف، هو: تفسير بعض الخصائص الواضحة على أساس افتراضنا أنها جميعها ترجع إلى شاعر فرد يستخدم موضوعات ومواد جاهزة بأسلوب وطريقة يمليها التراث الموروث الذي أصبح هو وريثه". ثم يقول بعد صفحات[3]: "لقد نمت الإلياذة وربما كان نموها وفقًا للخطوط التي بيناها في هذا الكتاب. وكان من الجائز أن ينتهي مثل هذا التطور والنمو إلى فوضى واضطراب، كما حدث في المهابهارتا، لو تعهدته يد غير صناع، ولكن الملحمة في زيونيا كانت أسعد حظًّا، فقد وجدت في هومر شاعرًا له من الموهبة ما جعله يتناول المواد الموروثة ويجعلها ملكه، فوسعها وطورها، وأضفى عليها تفردًا في الأسلوب والفكرة، فحول المواد المتضاربة إلى قصيدة واحدة، وقد بلغ عمله من النجاح مرتبة عالية بحيث انتهت حقًّا الملحمة الإغريقية بها. وقد نظم بعده بمدةٍ طويلة شعراء آخرون ملاحم، ولكنهم صاغوا على منواله، وكان هو الذي ثبت أسلوبهم وأرسى قواعده، فعمله بعيد عن أن يكون جمعًا. لقد استخدم المناهج والقصص المتوارثة ولكنه أخضعها لغايته الفنية، وفرض شخصيته الخاصة عليها، وكانت نتيجة ذلك الإلياذة".

[1] C. M. Dowra, Tradition and Design in the Ilad, p. 1.
[2] المصدر السابق ص2.
[3] المصدر السابق ص48.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 294
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست