responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 259
شيوخه ثم التابعين والصحابة يشتركون معه في تحمل تبعة هذا الحديث ونقله، وأنه لا يستقل وحده بحمل هذا العبء، وأن تبعته لا تعدو النقل الأمين لما سمعه عن شيخ ثقة ثبت.
وأما الأمر الخارجي فمرجعه إلى سامعي الحديث من المحدث، وذلك أن الحديث يتضمن جزءًا كبيرًا من السنة، أو هو السنة كلها، وهو من أجل ذلك مصدر من مصادر التشريع الإسلامي، بل إنه هو المصدر الثاني الذي يتلو في القيمة كتاب الله، ولذلك كان من التدقيق والتحقيق، ومما يبعث الطمأنينة في نفوس السامعين ويوحي إليهم بالثقة في حديث المحدث أن يصل بين عصره وعصر الرسول الكريم بسلسلة متصلة من الرواة المحدثين كلهم يشهد أنه سمعه ممن قبله حتى يصل الإسناد إلى الصحابي فالرسول.
ومن أجل هذا كله رأينا كثيرًا من الصحابة ومن التابعين يتحرجون من رواية الحديث، بل لقد ورد عنهم نهي صريح عن التحديث والإكثار منه. فقد شيع عمر بن الخطاب جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا ذاهبين إلى الكوفة، ثم أوصاهم بقوله[1]: "إنكم تأتون أهل قرية لهم دويٌّ بالقرآن كدوي النحل، فلا تصدوهم بالأحاديث فتشغلوهم، جردوا القرآن، وأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، امضوا وأنا شريككم". وقال شعبة بن الحجاج "توفي سنة 160 وله 75 سنة"2 "ما أنا مغتم على شيء أخاف أن يدخلني النار غيره" يعني الحديث. ومن أجل هذا أيضًا كان كثير من المحدثين من الصحابة والتابعين يتخففون من أعباء هذا الحرج وقسوته باللجوء إلى الشعر وإنشاده. قال مطرف[3]: "خرجت مع عمران بن حصين "صحابي توفي سنة 52" من الكوفة إلى البصرة فما أتى علينا يوم إلا ينشدنا فيه شعرًا، ويقول:

[1] ابن سعد 6: 2.
2 ابن سعد 7/ 2: 38.
[3] المصدر السابق 4/ 2: 26.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 259
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست