اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 256
أتدري من يقوله؟ فقال فرات: لا أدري يا أمير المؤمنين. قال عمر: هذا شعر أخيك قسامة بن زيد. قال: ما علمته. قال بلى، هو أنشدنيه وعنه أخذته.
والرواية سبيل طبيعية في كل عصر وعند كل أمة، حتى حين تنتشر الكتابة وتذيع. بينما كانت رواية الحديث أمرًا طرأ على العرب بعد الإسلام. فإن لم تكن رواية الحديث من حيث الطور الزمني متأثرة برواية الأدب وفرعًا منها، فالروايتان أصلان انبثقا عن الحاجة الملحة انبثاقًا طبيعيًّا.
وتفصيل ذلك أننا لا نعرف -على وجه الضبط واليقين- متى بدأ الإسناد في رواية الحديث، فنحن نرى مثلًا أن بعض التابعين لم يكن يسند الحديث حين يحدث.
فقد روى عاصم الأحول "لمتوفى سنة 142هـ" عن ابن سيرين "المتوفى سنة 110هـ" قال: لم يكونوا يسألون عن الإسناد، حتى وقعت الفتنة؛ فلما وقعت الفتنة نظروا مَنْ كان من أهل السنة أخذوا حديثه، ومن كان من أهل البدع تركوا حديثه[1].
وقال حماد بن سلمة[2]: كنا نأتي قتادة "هو قتادة بن دعامة السدوسي المتوفى سنة 117" فيقول: بلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبلغنا عن عمر، وبلغنا عن علي، ولا يكاد يسند. فلما قدم حماد بن أبي سليمان البصرة جعل يقول: حدثنا إبراهيم وفلان وفلان، فبلغ قتادة ذلك فجعل يقول: سألت مطرفًا، وسألت سعيد بن المسيب، وحدثنا أنس بن مالك، فأخبر بالإسناد.
وقال ابن جريج[3]: إن عطاء حدث بحديث فقلت له: أتعزيه إلى أحد؟ أي أتسنده؟ [1] ابن حجر، لسان الميزان "الهند" 1: 7. وراجع رأي كايتاني، المستشرق الإيطالي الذي ضمنه في كتابه: السنويات الإسلامية، Annale Dell Islam وانظر كتاب الأستاذ أمين الخولي عن مالك 3: 558-567. [2] ابن سعد 7/ 2: 2. [3] الزمخشري، الفائق 2: 147.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 256