اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 253
ولو اقتصرنا في إشارتنا إلى هؤلاء الرواة العلماء على كتاب واحد هو طبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي لوجدنا أن هذه الطبقة مميزة تمييزًا واضحًا يفرقها عن غيرها من الرواة؛ فلا يكاد ابن سلام يذكر هذه الطبقة إلا يصفها بأنها "أهل العلم". فمن ذلك قوله[1]: "وقد تداوله قوم من كتاب إلى كتاب، لم يأخذوه عن أهل البادية، ولم يعرضوه على العلماء، وليس لأحد إذا أجمع أهل العلم والرواية الصحيحة على إبطال شيء منه ... " ويقول[2]: "وللشعر صناعة يعرفها أهل العلم"، و"كذلك الشعر يعرفه أهل العلم به".
ويقول[3]: "وكان أبو عبيدة والأصمعي من أهل العلم، وأعلم من ورد علينا من غير أهل البصرة: المفضل". ويقول[4]: "ثم إنا اقتصرنا بعد الفحص والنظر والرواية عمن مضى من أهل العلم". ويقول[5]: "أجمع أهل العلم أن النابغة لم يقل هذا". ويقول[6]: "ولقد أخبرني أهل العلم من غطفان". ويقول[7]: "كيف يروي خالد "بن كلثوم" مثل هذا وهو من أهل العلم؟ " ويقول[8]: "ومما يدل على ذهاب الشعر وسقوطه قلة ما بقي بأيدي الرواة المصححين لطرفة وعبيد".
وقد يقابل في الجملة الواحدة بين هؤلاء الرواة المدققين من أهل العلم وبين الرواة عامةً من غير وصف يقيدهم. فهو يقول[9]: " ... ثم كانت الرواة [1] ص6. [2] الصفحة السابقة. [3] ص21. [4] ص42. [5] ص50. [6] ص92. [7] ص123. [8] ص23. [9] ص39-40.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 253