اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 239
الأعشى ويروي شعره، وكان عالمًا بالإبل، وله يقول الأعشى في ذكر الناقة:
لم تعطف على حوارٍ ولم يقـ ... ـطع عبيد عروقها من خمال1"
وقد روى عبيد هذا عن الأعشى نفسه خبر قدومه على النعمان وإنشاده بين يديه بعض شعره[2]. وروى أيضًا أنه سأله[3]: ماذا أردت بقولك:
ومدامة مما تعتق بابل ... كدم الذبيح سلبتها جريالها
فقال الأعشى: شربتها حمراء، وبلتها بيضاء [فسلبتها لونها] [4].
وقد ذكر أبو الفرج اسمًا ثانيًا لراوية الأعشى وهو: يحيى بن متى، وقال عنه إنه[5] كان نصرانيًّا عباديًّا وكان معمرًا. قال: كان الأعشى قدريًّا وكان لبيد مثبتًا. قال لبيد:
من هداه سبل الخير اهتدى ... ناعم البال ومن شاء أضل
وقال الأعشى:
استأثر الله بالوفاء وبالـ ... عدل وولى الملامة الرجلا
وحين سئل من أين أخذ الأعشى مذهبه، أجاب: "من قبل العباديين نصارى الحيرة، كان يأتيهم يشتري منهم الخمر فلقنوه ذلك".
أما الجواليقي في المعرب فقد ذكر اسمًا ثالثًا لراوية الأعشى هو[6]: يونس بن متى. ثم يورد الخبر الذي أوردناه آنفًا والذي سأل فيه هذا الراوية الأعشى عن معنى قوله: "سلبتها جريالها".
1 الشعر والشعراء 1: 216. الحوار: ولد الناقة. والخمال: داء يصيب القوائم. [2] المصدر السابق 1: 215. [3] المصدر السابق 1: 215-216. [4] الزيادة بين المعكفين من الجواليقي، المعرب "ط. ليبسك" ص46. [5] الأغاني 9: 112، وقد ذكره أبو الفرج في موطن آخر "الآغاني، ساسي 21: 126" باسم: عبيد. [6] المعرب ص46، وانظر أيضًا البغدادي، الخزانة "سلفية" 4: 197.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 239