اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 232
ولذلك كانت القبيلة مصدرًا من مصادر شعر شعرائها، ومصدرًا من مصادر الشعر الذي يمدحها به شعراء القبائل الأخرى. ومن أجل ذلك أخذ العلماء الرواة في القرن الثاني بعد شعر الجاهلية من هذه القبائل، ومما يرويه رواة منها من شعر شعرائها. وسنسرد بعض الأمثلة على رواية أفراد من القبيلة لشعر شعرائها، مبتدئين بعصر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ومنتهين بآخر القرن الثاني.
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، حينما أراد أن يسمع بعض شعر أمية بن أبي الصلت الثقفي، استنشد رجلًا من ثقيف، قبيلة الشاعر، هو الشريد بن سويد الثقفي، فأنشده مائة بيت[1].
وحينما أراد عبد الملك بن مروان أن يسأل عن ذي الإصبع العدواني وأخباره ونسبه، وحينما أراد أن يسمع من ينشده قصيدته "عذير الحي من عدوان.."
سأل في كل ذلك رجلًا من جديلة، وعدوان قبيلة ذي الإصبع بطن من جديلة فلما أجاب الرجل عن كل ذلك قال له عبد الملك[2]: "ادن مني، فإني أراك بقومك عالمًا".
وكذلك روى خراش بن إسماعيل عن رجل من بني تغلب ثم من بني عتاب خبرًا عن بنت مهلهل وابنها عمرو بن كلثوم، وعمرو بن كلثوم من تغلب[3].
ويروي ابن الكلبي بعض أخبار حاتم عن أفراد قبيلته طيئ فيقول[4]: "حدثني الطائيون ... "
وحينما دخل ثمامة بن الوليد على المنصور، قال له المنصور[5]: يا ثمامة، أتحفظ حديث ابن عمك عروة الصعاليك بن الورد العبسي؟ فقال: أي حديثه [1] ابن سعد 5: 376، وانظر المزهر 2: 309، والخزانة 1: 227. [2] الأعاني 3: 91-93. [3] الأغاني "دار الكتب" 11: 52. [4] ديوان حاتم "ط. لندن" ص30. [5] الأغاني 3: 83-85.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 232