اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 229
وللفرزدق أحكام نقدية على الشعراء الجاهليين والمخضرمين أخذ بعضها الرواة العلماء وتناقلوها، فمن ذلك حكم الفرزدق على نابغة بني جعدة في قوله[1]: كان صاحب خلقان عنده مطرف بألف وخمار بواف.
وقد قال الجاحظ[2]: إن الفرزدق راوية الناس وشاعرهم وصاحب أخبارهم. وقال يونس بن حبيب: لولا شعر الفرزدق لذهب نصف أخبار الناس. فهل أبلغ من هذا في الدلالة على مبلغ علم الفرزدق بأيام العرب وأخبارهم وشعرهم؟ بل حسبنا أن نذكر الأبيات التالية التي قالها من قصيدته اللامية، فإن ما فيها من تعداد لشعراء الجاهلية، ولمح من أخبارهم، ونقدات سريعة لشعرهم، دال أبلغ الدلالة على معرفته بهؤلاء الشعراء وبشعرهم معرفة واضحة المعالم. قال الفرزدق3:
وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا ... وأبو يزيد وذو القروح وجرول4
والفحل علقمة الذي كانت له ... حلل الملوك، كلامه لا ينحل
وأخو بني قيس وهن قتلنه ... ومهلهل الشعراء ذاك الأول5
والأعشيان كلاهما ومرقش ... وأخو قضاعة قوله يتمثل
وأخو بني أسدٍ عبيد إذ مضى ... وأبو دوادٍ قوله يتنحل
وابنا أبي سلمى زهير وابنه ... وابن الفريعة حين جد المقول
والجعفري وكان بشر قبله ... لي من قصائده الكتاب المجمل
ولقد ورثت لآل أوس منطقًا ... كالسم خالط جانبيه الحنظل [1] الأغاني 5: 28 والموشح: 64. [2] البيان والتبيين 1: 322.
3 النقائض: 200-201 وديوانه ص720-721.
4 النوابغ: النابغة الذبياني والجعدي والشيباني. وأبو يزيد: المخبل السعدي. وذو القروح: امرؤ القيس. وجرول: الحطيئة.
5 أخو بني قيس: طرفة.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 229