اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 220
وأما مخرمة بن نوفل فقد أسلم عام الفتح، وتوفي بالمدينة سنة أربع وخمسين للهجرة، وقد بلغ مائة وخمس عشرة سنة. وكان له سن وعلم بأيام قريش، وكان أحد علمائهم، ويؤخذ عنه علم النسب[1].
ومن هؤلاء النسابين المعمرين: أبو جهم بن حذيفة بن غانم بن عامر "كان من مشيخة قريش عالمًا بالنسب، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من معمري قريش، بنى في الكعبة مرتين: مرة في الجاهلية ومرة في الإسلام، حين بناها قريش وحين بناها ابن الزبير"[2].
ومن هؤلاء النسابين العلماء في الجاهلية: الخطاب بن نفيل وأبوه نفيل بن عبد العزى الذي "تنافر إليه عبد المطلب وحرب بن أمية، فنفر عبد المطلب -أي حكم له-"[3].
ومنهم أيضًا الأقرع بن حابس، وكانوا يحكمونه فيما يشجر من أمورهم، وكان عالم العرب في زمانه[4].
وقد مر بنا ذكر علم أبي بكر بالنسب، وحث رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت أن يرجع إلى أبي بكر لمعرفة نسب قريش قبل أن يهجوهم. وقد كان بيت أبي بكر في الجاهلية مجلسًا عامًّا يقصده الناس لطلب العلم والقِرَى.
فنحن نرى إذن -مما قدمنا من الأمثلة والشواهد- أن رواية الجاهلية: أشعارها وأخبارها، لم تنقطع منذ الجاهلية، بل لقد اتصلت في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وخلفائه الراشدين، واستمرت طوال القرن الأول حتى [1] نسب قريش: 262، ونكت الهميان: 287. [2] نسب قريش: 369. [3] البيان والتبيين 1: 304. [4] النقائض: 141.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 220