responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 215
ولقد كان إنشاد الشعر وروايته دأب العرب في جاهليتهم القريبة المتصلة بمطلع الإسلام، حتى حين كانوا -وهم مشركون- يحاربون رسول الله. فكانوا لا يكادون يجتمعون في مجلس أو يضمهم نادٍ حتى يزجوا أوقاتهم بهذا الشعر ينشدونه. ومن أمثلة ذلك أن المشركين لما توجهوا "إلى بدر كان فتيان ممن تخلف عنهم سمار يسمرون بذي طُوَى في القمر، حتى يذهب الليل، يتناشدون الأشعار ويتحدثون"[1]. ولما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لي بابن الأشراف؟ ... " خرج أبو نائلة سلكان بن سلامة إلى كعب، فلما رآه كعب أنكر شأنه وكاد يذعر ... فقال أبو نائلة: حدثت لنا حاجة إليك ... فتحدثا ساعة وتناشدا الأشعار، وانبسط كعب، وهو يقول بين ذلك: حاجتك. وأبو نائلة يناشده الشعر.."[2].
-4-
وطبقة أخرى من العلماء هم النسابون، وصلتهم بالشعر الجاهلي صلة واضحة، إذ أن معرفتهم بالنسب كانت تقتضيهم معرفة واسعة بأخبار هؤلاء القوم وأشعارهم. وقد ذكرنا من قبل أن كتب القبائل كانت كتبًا تتضمن أنساب العرب وأخبارهم وأشعارهم، ونستطيع أن نتلمس ما ذكرناه تلمسًا واضحًا في كتب الأنساب التي كتبها النسابون في العصور الإسلامية، ولعل من أقدمها كتاب نسب قريش لأبي عبد الله المصعب بن عبد الله بن المصعب الزبيري المتوفى سنة 236هـ، فإن في هذا الكتاب -مع سلاسل النسب- أخبارًا تاريخية وأدبية، وشعرًا يساق مع هذه الأخبار ويذكر مع تلك الأحاديث، وكذلك كانت سنة كتب النسب كلها التي سبقته فيما نرجح. ومما يدعم ذلك أننا نجد دائمًا ذكر

[1] الواقدي، المغازي: 89.
[2] المصدر السابق: 146.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست