اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 211
وشعرائها أن رسول الله كتب لعيينة بن حصن كتابًا، فلما أخذ عيينة كتابه قال[1]: يا محمد، أتراني حاملًا إلى قومي كتابًا كصحيفة المتلمس؟
ومما يدل على استنشاده الشعر ومساءلته الصحابة الحاضرين مجلسه عنه، ما رواه أنس بن مالك قال[2]: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس ليس فيه إلا خزرجي، ثم استنشدهم قصيدة قيس بن الخطيم، يعني قوله:
أتعرف رسمًا كاطراد المذاهب ... لعمرة وحشًا غير موقف راكب
فأنشده بعضهم إياها، فلما بلغ إلى قوله:
أجالدهم يوم الحديقة حاسرًا ... كأن يدي بالسيف مخراق لاعبٍ
فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هل كان كما ذكر؟ فشهد له ثابت بن قيس بن شماس، وقال له: والذي بعثك بالحق يا رسول الله، لقد خرج إلينا يوم سابع عرسه عليه غلالة وملحفة مورسة فجالدنا كما ذكر.
وقال أبو وداعة[3]: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله تعالى عنه عند باب بني شيبة، فمر رجل وهو يقول:
يا أيها الرجل المحول رحله ... ألا نزلت بآل عبد الدار
هبلتك أمك لو نزلت برحلهم ... منعوك من عدم ومن إقتار
فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر فقال: أهكذا قال الشاعر؟
قال: لا والذي بعثك بالحق، لكنه قال:
يا أيها الرجل المحول رحله ... ألا نزلت بآل عبد مناف [1] الزمخشري، الفائق 2: 13. [2] الأغاني 3: 7. [3] القالي، الأمالي 1: 241.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 211