responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 205
فربما تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو سلمة[1]: لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم متحزقين ولا متماوتين، كانوا يتناشدون الأشعار ويذكرون أمر جاهليتهم، فإذا أريد أحدهم على شيء من أمر دينه دارت حماليق عينيه كأنه مجنون.
وسنعرض هنا أخبار بعض الصحابة -غير من ذكرنا- وروايتهم الشعر. قال مطرف[2]: خرجت مع عمران بن حصين "صحابي" من الكوفة إلى البصرة، فما أتى علينا يوم إلا ينشدنا فيه شعرًا، ويقول: إن لكم في المعاريض لمندوحةً عن الكذب.
ودخل غالب بن صعصعة على علي بن أبي طالب أيام خلافته -وغالب شيخ كبير- ومعه ابنه همام الفرزدق وهو غلام يومئذ. فقال علي رضي الله عنه[3]: ... من هذا الغلام معك؟ قال: هذا ابني. قال: ما اسمه؟ قال: همام وقد رويته الشعر يا أمير المؤمنين، وكلام العرب، ويوشك أن يكون شاعرًا مجيدًا.
وهؤلاء أهل الكوفة لم يصرفهم ما كانوا فيه زمن علي عن رواية الشعر وإنشاده، حتى قال لهم "إذا تركتكم عدتم إلى مجالسكم حِلقًا عزين، تضربون الأمثال، وتناشدون الأشعار".
وقد مر بنا خبر حسان حين طلب أن يكتب شعر قاله في الهجاء، وتوزع الصحف على الصبيان في المكتب ليتعلموه ويرووه.
وكان أبو زُبيد الطائي شاعرًا معمرًا عاش خمسين ومائة سنة، أدرك الإسلام ولم يسلم ومات نصرانيًّا. وكان عثمان بن عفان يقرب أبا زبيد ويدني مجلسه لمعرفته بسير من أدركهم من ملوك العرب والعجم، فدخل عليه يومًا وعنده

[1] الفائق 1: 257.
[2] ابن سعد 4/ 2: 26.
[3] البغدادي، خزانة الأدب 1: 206.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست