responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 195
فلما كثر الإسلام، وجاءت الفتوح، واطمأنت العرب بالأمصار، راجعوا رواية الشعر، فلم يؤولوا إلى ديوان مدون ولا كتاب مكتوب، وألفوا ذلك وقد هلك من العرب من هلك بالموت والقتل، فحفظوا أقل ذلك، وذهب عليهم منه كثير".
وكلام ابن سلام هذا ثلاثة أشطر: آخرها حق، وموسطها باطل، وأولها يحتاج إلى فضل بيان يوضحه. أما الحق الذي لا مرية فيه فقوله "فحفظوا أقل ذلك، وذهب عليهم منه كثير". وسنعود في صفحات مقبلة إلى هذا القول ونفصل وجه الحق فيه. وأما الباطل الذي لم نعد نشك في بطلانه وفساده فهو هذا التعميم الواسع في قوله "فلم يؤولوا إلى ديوان مدون، ولا كتاب مكتوب".
وقد كان في البابين الأول والثاني من هذا البحث من البيان والتفصيل ما نحسب أنه يُغنينا عن تكرار القول. وحسبنا أن نورد ثلاثة أمثلة من كتاب ابن سلام نفسه تنقض هذا القول، أو -على الأقل- تضييق ما فيه من تعميم واسع. فقد عام ابن سلام بعض العلماء قبله -أي علماء القرن الأول الهجري- باكتفائهم بالأخذ عن الدواوين المدونة والكتب المكتوبة، فنبزهم بأنهم صحفيون وذلك قوله عن الشعر القديم1 "وقد تداوله قوم من كتاب إلى كتاب لم يأخذوه عن أهل البادية، ولم يعرضوه على العلماء. وليس لأحد -إذا أجمع أهل العلم والرواية الصحيحة على إبطال شيء منه- أن يقبل من صحيفة ولا يروي عن صحفي". وقد قال عقب قوله السابق الذي أنكر فيه هذه المدونات[2]: "وقد كان عند النعمان بن المنذر منه ديوان فيه أشعار الفحول، وما مدح هو وأهل بيته به، فصار ذلك إلى بني مروان أو صار منه". ثم ذكر ابن سلام نفسه أنه رأى شعرًا جاهليًّا "في

1 طبقات فحول الشعراء: 6.
[2] المصدر السابق 23.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست