اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 187
الباب الثالث: الرواية والسماع
الفصل الأول: اتصال الرواية من الجاهلية حتى القرن الثاني
...
الفصل الأول: اتصال الرواية من الجاهلية حتى القرن الثاني
-1-
والرواية، بمدلولها العلمي الأدبي، طور لغوي متأخر، سبقه -فيما نرى- طور ذو دلالة مادية حسية، نحسبها كانت في بدء أمرها محصورة فيما يتصل بالماء من إناء يحمل فيه كالمزادة، ومن حيوان يحمل عليه كالبعير، ومن إنسان يحمله مستقيًا أو متعهدًا دابة السقاية.[1] قال لبيد من أبيات[2].
فتولوا فاترًا مشيهم ... كروايا الطبع همت بالوحل
فالروايا من الإبل: الحوامل للماء، واحدتها: راوية.
وقال الأعشى3:
وتقواده الخيل حتى يطو ... ل كر الرواة وإيغالها
فالرواة هنا: من يقومون على الخيل، مفردها: راوٍ
ثم صارت الرواية تطلق على مطلق الحمل، والراوية على الدابة التي تتخذ لحمل المتاع إطلاقًا، كقول زهير4:
يسيرون حتى حبسوا عند بابه ... ثقال الروايا والهجان المتاليا [1] قال الجاحظ "الحيوان 1: 333" "الرواية؛ هو الجمل نفسه، وهو حامل المزادة، فسميت المزادة باسم حامل المزادة، ولهذا المعنى سموا حامل الشعر والحديث راوية". [2] ديوانه "القسم الثاني ط. بريل 1891" ص17. الطبع: السقاء، أو نهر بعينه.
3 ديوانه ق21، ب37.
4 ديوانه: 291. الهجان: كرام الإبل. المتالي: التي يتبعها أولادها، الواحدة: متلية.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 187