responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 166
أرجع إلى بلادي فآتيك به". فليس هذا الكنز من العلم -فيما نرى- إلا كتابًا جُمعت فيه أقوال بليغة وأمثال وحكم وأشعار وأخبار. وآية ذلك أن هذا الذي أعجبه من علمه لم يكن إلا أنه "أعجبه نحوه، فكلمه فإذا أحكم العرب وأحلمهم قولًا وفعلًا.
ولو جاء ذكر كتب العلم "أي الحكمة وجوامع الكلم والأمثال" في خبر واحد لشككنا فيه وتوقفنا عن قبوله، ولكن ذكر هذا الضرب من الكتب قد تردد في أخبار كثيرة لا سبيل إلى إهمالها، فأكثم بن صيفي أحد هؤلاء العلماء الحكماء في الجاهلية، كانت بعض حكمته تُكتب، وكان بعضهم الملوك يرسلون إليه يستكتبونها، فقد "كتب إليه ملك هجر، أو نجران، أن يكتب إليه بأشياء ينتفع بها، وأن يوجز، فكتب إليه: إن أحمق الحمق الفجور، وأمثل الأشياء ترك الفضول.."1
وكتب إليه أيضًا الحارث بن أبي شمر الغساني ملك عرب الشام " ... فاعهد إلينا أمرًا نعرف به أن في العرب ... حكمة وعقولًا وألسنة. فكتب إليه أكثم: إن المروءة أن تكون عالمًا كجاهل، وناطقًا كعيي.."2
وكتب إليه كذلك النعمان بن المنذر "أن اعهد إلينا أمرًا نُعجب به فارس ونرغبهم به في العرب. فكتب أكثم: لن يهلك امرؤ حتى يضيع الرأي عند فعله، ويستبد على قومه بأموره ... "3
فإذا أضفنا إلى هذين الحكيمين العالمين حكيمًا عالمًا ثالثًا هو قس بن ساعدة، وعلمنا أنه كان أيضًا كاتبًا[4]، ورجح عندنا أن هؤلاء الحكماء كانوا -أو كان أكثرهم- من الذين يعرفون الكتابة ويلجئون إليها في تسجيل حكمهم

1 كتاب المعمرين: 17.
2 المصدر السابق: 18.
3 المصدر السابق: 19.
[4] المصدر السابق: 69.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين    الجزء : 1  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست