اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 150
هذه المغازي عن أبان: المغيرة بن عبد الرحمن، وكانت كثيرًا ما تُقرأ عليه[1].
ووهب بن منبه كتب كذلك المغازي والسيرة[2]. وقد وجد بيكر C.N. Becker بين مجموعة أوراق بردي shott- Reinhardt المحفوظة في هيدلبرج، مجلدًا يرجح أنه يحوي قطعة من كتاب المغازي لوهب بن منبه؛ وتاريخ نسخ هذه القطعة سنة 288، فهي بعد وفاة وهب بنحو قرن واحد[3].
وجاء بعد ذلك ابن شهاب الزهري "المتوفى سنة 124"، وقد طلب منه خالد بن عبد الله القسري أن يكتب له السيرة[4]، فقال له ابن شهاب: فإنه يمر بي الشيء من سيرة علي بن أبي طالب، فأذكره؟ فقال له خالد: لا، إلا أن تراه في قعر الجحيم!! وللزهري كتاب عن مشاهد النبي صلى الله عليه وسلم رواه عنه يونس بن يزيد[5]، لا أدري أهو نفسه كتاب السيرة الذي كتبه لخالد القسرى، أم أنه كتاب غيره.
ثم خلف بعد هؤلاء موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق صاحب السيرة.
-4-
لقد كانت هذه الموضوعات الثلاثة: الحديث، والتفسير، والسير والمغازي إسلامية في مادتها. وقد دلت بما لا يقبل الشك على أن تدوين الموضوعات في كتب -مهما يكن حجمها- قد بدأ في عهد مبكر جدًّا: منذ عهد الرسول والصحابة، وأن هذه الموضوعات لم تُنقل بالرواية الشفهية قرنًا أو يزيد حتى [1] ابن سعد 5: 156. [2] حاجي خليفة رقم 12464. [3] يوسف هوروفتس: المغازي الأول ومؤلفوها، ترجمة حسين نصار ص34-35. [4] الأغاني 19: 59. [5] السخاوي، الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ: 88.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 150