اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 142
المذهب سريانيًّا، وهو الذي تولى في الدولة المروانية تفسير كتاب أهرن بن أعين القيس إلى العربية، ووجده عمر بن عبد العزيز في خزائن الكتب، فأمر بإخراجه ووضعه في مصلاه، فاستخار الله في إخراجه إلى المسلمين للانتفاع به، فلما تم له في ذلك أربعون صباحًا أخرجه إلى الناس وبثه في أيديهم"[1].
فمنذ مطلع القرن الأول الهجري إذن حتى نهايته -فيما تتبعناه- كانت صحف الكتابة كثيرة، موجودة في الأسواق، زهيدة الأثمان، وبذلك وجدت الكتب والمدونات. وكان عدد القارئين كثيرًا؛ ولم تكن هذه الكتب والمدونات خاصةً بالأفراد أو مقصورة على الاستعمال الشخصي، بل لقد كانت تُعرض في مكتبات عامة كما رأينا. وكانت، فوق هذا، تباع في الأسواق لمن أراد أن يشتريها ويقتنيها؛ فقد ذكروا أن همام بن منبه كان يشتري الكتب لأخيه وهب بن منبه "المتوفى سنة 110هـ" وكان وهب هذا مشهورًا بسعة اطلاعه وكثرة الكتب التي قرأها[2].
-3-
غير أن هذا إجمال عام يقتضينا أن نشير إشارة موجزة إلى أنواع هذا التدوين، وذكر الموضوعات التي كانوا يدونونها؛ لنستبين الصلة بين التدوين العام وتدوين الشعر الجاهلي خاصة. ونقصد من هذا العرض السريع أن نوضح أن تدوين الحديث والتفسير واللغة والأنساب والشعر قد بدأ منذ عهد مبكر جدًّا؛ وأنه ليس صحيحًا ما يذكر من أن التدوين لم يعرفه العرب إلا في آخر القرن الثاني ومطلع القرن الثالث. [1] طبقات الأطباء والحكماء: 61. [2] تهذيب التهذيب 11: 67، وابن سعد 5: 395.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 142