اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 119
من نعمته. وكانوا يسمون تلك القصائد: الحوليات والمقلدات والمنقحات والمحكمات، ليصير قائلها فحلًا خنذيذًا وشاعرًا مفلقًا". وقال ابن جني1:
"ليس جميع الشعر القديم مرتجلًا، بل قد كان يعرض لهم فيه من الصبر عليه، والملاطفة له، والتلوم على رياضته، وإحكام صنعته نحو مما يعرض لكثير من المولدين، ألا ترى إلى ما يُروى عن زهير، من أنه عمل سبع قصائد في سبع سنين، فكانت تسمى حوليات زهير؛ لأنه كان يحوك القصيدة في سنة؟..".
وهذا شاعر جاهلي هو امرؤ القيس بن بكر بن امرئ القيس بن حارث الكندي، ويقال له الذائد، يصف "عملية الانتخاب الفني" للألفاظ فيقول2:
أذود القوافي عني ذيادا ... ذياد غلامٍ غويٍّ جرادا
فلما كثرن وأعيينني ... تنقيت منهن عشرًا جيادا
فأعزل مرجانها جانبًا ... وآخذ من درها المستجادا
ويقول كعب بن زهير3:
فمن للقوافي -شأنها من يحوكها- ... إذا ما ثوى كعب وفوز جرول
يقول فلا يعيا بشيء يقوله ... ومن قائليها من يسيء ويعمل
نقومها حتى تقوم متونها ... فيقصر عنها كل ما يتمثل
كفيتك، لا نلقى من الناس واحدًا ... تنخل منها مثل ما نتنخل
1 الخصائص 1: 330.
2 الآمدي: المؤتلف والمختلف: 10
3 ديوانه: 59-60.
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 119