اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 107
الباب الثاني: كتابة الشعر الجاهلي وتدوينه الفصل الأول: كتابة الشعر الجاهلي
... الفصل الأول: كتابة الشعر الجاهلي:
-1-
فإذا صح ما ذهبنا إليه في بحثنا في الباب السابق -ونرجو أن يكون في جملته صحيحًا- فإن من الطبيعي أن نستنبط منه ثلاث نتائج، ذكرناها في مواضعها، ونجمعها الآن لنقدم بها بين يدي هذا الفصل.
الأول: قدم الكتابة في بلاد العرب، فقد استبان لنا بالدليل المادي الملموس، المتمثل في النقوش الحجرية المكتشفة، أن عرب الجاهلية قد عرفوا الكتابة بالحروف العربية منذ مطلع القرن الرابع الميلادي. وكتبوا بهذا الخط العربي ثلاثة قرون قبل الإسلام على أقل تقدير.
والثانية: معرفة عرب الجاهلية بالكتابة معرفة فيها شيء من الانتشار يبعد عنها ما وصموا به من الجهل بها، وقد دللنا على ذلك بوفرة من النصوص والروايات تنبئ عن النشاط التعليمي في الجاهلية بالكتابة معرفة فيها شيء من الانتشار يبعد عنها ما وصموا به من الجهل بها، وقد دللنا على ذلك بوفرة من النصوص والروايات تنبئ عن النشاط التعليمي في الجاهلية، وقيام "الكتاب" أو "المكتب" آنذاك، وتوافر عدد المعلمين الذين كانوا يعلمون الكتابة، وذلك كله في البيئات المتحضرة مثل: مكة والمدينة والطائف والحيرة والأنبار.
والثالثة: اتساع ميدان الكتابة وتشعب موضوعاتها، فذكرنا ضروبًا عدة من الموضوعات التي كانوا يقيدونها بالكتابة، وأثبتنا وصفًا لأدوات الكتابة وآلاتها وأوصاف الخط الجاهلي. وكان عمادنا في كل ما ذكرنا: النقوش الحجرية، والشعر الجاهلي، والروايات والنصوص الجاهلية. وبعض الروايات والنصوص الإسلامية التي تنسحب في دلالاتها وإشاراتها على العصر الجاهلي.
وقد انتهى بنا بحثنا المتقدم إلى أن عرب الجاهلية قد عرفوا من الكتابة
اسم الکتاب : مصادر الشعر الجاهلي المؤلف : الأسد، ناصر الدين الجزء : 1 صفحة : 107