responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مرزبان نامه المؤلف : اسبهبد مرزبان    الجزء : 1  صفحة : 209
ونظيره عديم وبرعيته رؤوف رحيم لا يخيب قاصده ولا يرد سائله ولا يقطع واصله ولا يمنع حاصله لقد أنبتت مساعيك أزهار الأمن والأمان وتفتحت لورودك في رياض السعادة عيون النرجس وشقائق النعمان. أعلم أن هذا الملك ذو جناب عالٍ عزيز المثال جامع لصفتي الجمال والجلال وإن كان مأواه في رؤوس الجبال وطبعه لا يخلو من جسارة وقلبه لا يخلو من قساوة وغذاؤه من اللحوم والحيوانات مشربه والمطعوم، لكن إذا التجأ إليه فقير أو آوى إليه ضعيف أو كسير أو قصده مضطر أو محتاج أو سلك إلى باب مرضاته منهاج فلا يكون ألطف منه ولا أشفق ولا أقرب من عطفه على مؤمله ولا أرفق كما قيل:
بيض القطا بحضينه هو أجدر ... مخاليبه كالأسد إذ كن مسنه
منقاره ينسل سل السيو ... ف على كل من خادعته
يسل ممطرها على أعدائه وعلى الآذنين حلو كالعسل وسبب ذلك أن ضميره المنير خالٍ عن المكر والتزوير لا يعرف حيلاً ولا خديعة ولا خيانة ولا وضيعة ولا كذباً ولا قطيعة ولا في خاطره فساد ولا في ضميره سوء اعتقاده ولا يعرف غير الحق ولا يقول غير الصدق، وذلك لبعده عن مخالطة الناس وعزلته عن كل ذي وسواس خناس. فقد اتفق العالم على أن صحبة بني آدم سم قاتل وهم هائل فإن دأبهم المكر والتلبيس والخداع والتلبيس وحسبك قول شاعرهم في شرح ضمائرهم وبيان أحوال سرهم وسرائرهم:
بنو آدم إن رمت من خيرهم طناً ... فأحلى الذي تجنيه عن وصلهم صبر
مكارمهم مكر ورؤيتهم ريا ... وودهم مود وجبرهم كسر
وقال غيره:
خذ عن الناس جانباً ... كي يظنوك راهبا

اسم الکتاب : مرزبان نامه المؤلف : اسبهبد مرزبان    الجزء : 1  صفحة : 209
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست