اسم الکتاب : مرزبان نامه المؤلف : اسبهبد مرزبان الجزء : 1 صفحة : 143
ربما تعود المياه إلى مجاريها ويعطي القوس باريها وتتحرك النفس الأبية والشهوة التي طالما ألقت بصاحبها في بلية وأن الإنسان دائر مع اختلاف أخلاق الزمان فإن الزمان كالوعاء والإنسان فيه كالماء وإنه يعطيه من أخلاقه ما يقتضيه ويرتضيه من كدرته وصفائه، ولهذا قيل لون الماء لون إنائه وقد قيل الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم وناهيك يا ذا الكرامات بما قاله صاحب المقامات شعراً:
ولما تعامى وهو أبو الورى ... عن الرشد في أنحائه ومقاصده
تعاميت حتى قيل أني أخو العمى ... ولا غرو أن يحذو الفتى حذو والده
والأسد في هذا الأوان ماش على ما يقتضيه الزمان وأن الزمان يتحول فيرجع إلى خلقه الأول، أما بلغك يا ذا العظمة قضية الحائك والحية قال الجمل لا والله أخبرنا كيف كانت تلك القضية، قال الدب: ذكروا أن حائكاً من الحياك له زوجة تخجل شمس الأفلاك، صورتها مليحة وسيرتها قبيحة فشم زوجها روائح مما هي عليه من القبائح فطلب تحقيق ذلك ليبلغها المهالك فقال لها إني مسافر إلى ضيعة لأجل فائدة في بيعة وغائب أياماً يسيره لفائدة كثيرة فاقصري ما بك واحفظي من السوء جنابك فقالت: أنا بنت
اسم الکتاب : مرزبان نامه المؤلف : اسبهبد مرزبان الجزء : 1 صفحة : 143