اسم الکتاب : مرزبان نامه المؤلف : اسبهبد مرزبان الجزء : 1 صفحة : 127
جاءك عسكر القضاء وبنوده وليحطمنكم سليمان الأفيال وجنوده فليرقن منكم الدما وليستأسرن منكم الحرائر كالإما وليدوسن الأطفال وليرينكم الأنكاد والأنكال وليشعلن بنار الدمار والبوار مالك من مساكن وديار وأنت بين أمرين خيرين فتخير تكون من أي الفريقين إما أن تطيع لأمرنا وتنقاد وتسلم إلينا ما بيدك من بلاد وإما أن تنحاز في طرائق الفراق وتنجو منا منجاء الذئاب وتتنحى عن طريقنا بما معك من كلاب وذئاب وقد بالغنا في النصيحة بعباراتنا الفصيحة وأقوالنا البليغة الصحيحة وكلماتنا الموزونة الرجيحة فوصل ذلك الفيل الرسول وأدى إلى الأسد هذا المقول فتشوش خاطر الأسد وداخله الهم والغيظ والكمد والنكد، فأراد إيقاع الهلاك بالرسول الظلوم الجهول إلا أنه لنفسه تمالك وعن ذلك الغيظ قد تماسك أن لا يقدحوا زند الغضب على الرسل ولا يضيقوا عليهم الطريق والسب، ثم قال له والله لولا أنت رسول من عند الظلوم الجهول والرسول لا يقاتل ولا يهان ولا يضرب ولا يعاقب بتوبيخ ولا حرمان لقتلتك على هذا الكلام القبيح بما يجب لك من الجزاء الرجيح ثم نظر إلى الثعلب متلفتاً إليه لأنه في مهماته عوال عليه وقال يا أبا الحصين ما تقول في هذين النحسين قال الثعلب: الأغلب ذو الرأي المصيب الأصيب لا يغرنك هذا الثقيل فإنه على عقل الفيل أقوى دليل وإن فكره وبيل وقلبه عليل وبصيرته قد عميت وطرق هدايته قد خفيت وأنه قد غوى وأضل قومه وما هدى وكل من اعتمد على قواه وحوله واستجلى غرور عقله وقوله فقد ضل وذل وفي عقد البلاء حل، وهذا الجاهل السخيف الكثيف الثقيل الجثة الحصيف قد استحقرنا في عينه فسيرى منا بحول الله وقوته حلول حينه وكل من استخف بعدوه فسيعدم
اسم الکتاب : مرزبان نامه المؤلف : اسبهبد مرزبان الجزء : 1 صفحة : 127