اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 90
شركتنا في هوازها وشركتنا في مدانيها وكما يجىء يكون.
قال الجاحظ: طلبت بعض أصدقائي في داره فلم أجده فقلت لجاريته: إذا حضر صاحبك فقولي له: إن الجاحظ كان بالباب. قالت: نعم الجاحد «1» بالباب، قلت: قولي الحدقيّ «2» قالت: نعم الحلقيّ، فقلت: عليك بالأول.
المتكلّم بكلام غير متّسق
دق رجلان على باب نحوي فقيل: من؟ فقال أحدهما: أنا الذي اشترى عبد الله كلم الآجر. وقال الآخر: أنا الذي أبو يعقوب الجصاص عقد طاق باب هذه الدار. فقال صاحب الدار: انصرفا فما أرى لكلاميكما صلة.
وقال رقبة بن مصقلة: ما أعجزني شيء كما أعجزني رجل قام إليّ يوما وقد دخلت المسجد، فقال: إني رأيتك فشبهتك بي فأعجبني ذلك لك وأنا فيه متفكر بعد ولا أدري ما معنى كلامه.
من جارى غيره فلحن فأجابه بمقتضى كلامه
قال رجل لأعرابي: كيف أهلك؟ قال صلبا، أراد كيف أهلك؟
وقال الوليد لرجل: من ختنك؟ قال: الحجّام. فضحك القوم وخجل الوليد، وإنما أراد أن يقول من ختنك؟
ومرّ رجل بدار ميت فقال من المتوفّي؟ فقال له رجل: الله فقال له: يا كافر الله يموت؟ فقال: لعلك تريد المتوفّى.
من سئل عن نحو فأجاب بمقتضى اللغة
قيل لرجل: هل ينصرف إسماعيل؟ قال: نعم إذا صلى العشاء فما قعوده؟ وتعرّض بعضهم للطائي حين أنشد:
وهنّ عوادي يوسف وصواحبه
فقال: إن يوسف لا ينصرف فقال: اصفعه حتى ينصرف. وقال نحوي لأعرابي قال أعجبني القصر، بم يرفع القصر؟ فقال: بالآجر والجصّ، وقيل لأعرابي أتجرّ فلسطين فقال إني إذا لقوي فقيل أتهمز إسرائيل؟ فقال إني إذا رجل سوء. وقيل: أتهمز الفأرة؟
فقال الهرة تهمزها.
وحكي أن جماعة عند محمد بن بحر اختلفوا في بناء سراويل، فدخل البرقي فقال فيم كنتم؟ فقالوا: في بناء سراويل فما عندك فيه؟ قال مثل ذراع البكر أو أشدّ.
وحكي أن أبا سعيد السيرافي سأل أبا الحسن الموسوي وهو صغير: إذا قلت رأيت عمرا فما علامة النصب فيه؟ فقال بغضه لأمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه.
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 90