اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 84
والله لو وضعته على شعر لحلقه أو على صخر لفلقه قال الله تعالى: سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ
«1» ، ووصف أعرابي رجلا فقال: أدقّ من ورقة وألين من سرقة.
قال الغساني:
له بين فكّيه لسان كأنّه ... حسام دقيق الشفرتين عتيق
وقال آخر:
وللسّيف أشوى وقعة من لسانيا «2»
وقال آخر:
وحسبت أنّ لسانه من عضبه وصف كلام بالسلاسة
«3» قيل: لو كان الكلام طعاما لكان هذا إداما كلام يقطر عسله هذا. والله نثر نغم أحسن من نثر نغم، كلام كالوبل في المحل.
وتكلّم المأمون بكلام حسن في مسألة ثم قال لبعض ندمائه: كيف كان الكلام في هذه المسألة؟ قال: كان والله كغيث وقع على أرض عطشة. فقال: جوابك هذا أحلى لدي من الأمن بعد الخوف.
وقال المتنبّي:
إذا ما صافح الأسماع يوما ... تبسّمت الضمائر والقلوب
قال ابن المقفع: ما زالت ينابيع حكمه تترقرق في معابر الآذان حتّى ملأت القلوب عقولا. اللفظ الحسن إحدى النفاثات في العقد.
وقيل في وصف كلام: إنه يحطّ الجندل «4» ويثقب الخردل «5» ، وأنه لدون السحر وفوق الشعر.
لفظ ساعد المعنى في الجودة
مدح أعرابي رجلا فقال: كان ألفاظه قوالب لمعانيه.
قال الشاعر:
تزين معانيه ألفاظه ... وألفاظه زائنات المعاني
وقيل: خير الكلام ما كان لفظه بكرا ومعناه فحلا.
وقال شاعر:
نرى حلل البيان منشرات ... تخير وسطها صور المعاني
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 84