اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 733
وقال آخر: فلان إذا أكل شدق وعلق وحملق أي لقمة في فمه وأخرى في يده وأخرى يرمقها بعينه. وقيل: فلان برم قرون لمن لا يدخل في الميسر ثم يأكل تمرتين تمرتين.
وروي أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعاما فرفع إلى فيه لقمة لم يأخذ غيرها حتى ينقي فاه منها.
المعظّم اللّقم
قال شاعر:
أعددت للقم بنانا مجرما ... وضرس ناب كالرّحا محرفا
ومعدة تغلي وبطنا أكنفا ... حولا دكيكا ما يذوق علفا «1»
وقال أعرابي:
يحشو زوايا بطنه إذا اضطّرم ... لقما كأمثال جلاميد الأكم «2»
وقال البحتري:
وكأن الفتى يطمّ ركابا ... قد تهورن أو يسد بثوقا «3»
وقال آخر:
يلقم لقما ويغدى زاده ... يرمي بأمثال القطا فؤاده
وقال آخر:
ترى كلّ محلول الإزار كأنّما ... يطيّن سطحا أو يلقم ناضحا «4»
وقيل: فلان إن أكل لفّ وإن شرب اشتف.
قال شاعر:
وكأنّما صوت التطعّم منهم ... قبل يفوه بهنّ صوت شفاه
وقال آخر:
كأن ذوبه في الحلق لمّا ... يهمهم صوت رعد في سحاب
الأكل بالملعقة
أكل أعرابي بملعقة شيئا فاحترق فمه، فقال: أبعدني الله أن أحكم على فمي غير يدي، فإنها رائد حق ونذير صدق، وكره الأكل بالملعقة مع الغير، فإن إدخالها في الفم وإعادتها إلى الصحفة مستقبح. وكان بعض أهل المروآت يضع بين يديه ملاعق فإذا التقم بواحدة لم يعد إليها.
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 733