اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 712
غاب فبالثاني.
وكتب كسرى إلى واليه: ابعث إليّ بشرّ إنسان على شرّ دابة مع شر طعام، فبعث إليه بخوزي على خنزير معه جبن. قال شاعر:
إنما الجبن آفة الجسم سقما ... وعلى القلب كربة الأوهام «1»
بدّلوها بلقمتي سكباج ... أو شواء مفصل من عظام
السمك
قال أعرابي: كل من السمك القذال ودع منه المبال وقال آخر: كل ما تفلس ودع ما تملس، وقدم إلى جعفر بن يحيى سمك، فقال: هذا إن لم يكفن بخبيص ويقبر بنبيذ فالحذر منه. وقال طبيب الهند: اجتنبوا ما يخرج من الضرع والبحر. قال أبو طالب المأموني:
ماويّة فضّيّة لحمها ... ألذّ ما يأكله الآكل
يضمّها من جلدها جوشن ... مدبل فهو لها شامل «2»
تعيشها اللجّة ما خيمت ... بها كما يتلفها الساحل
لو نلت من فضّتها عسجدا ... بقليها ما ضافني نازل «3» الباذنجان
في الخبر: كلوا القرع واجتنبوا الباذنجان. قيل لأعرابي: ما تقول في الباذنجان، قال: لونه لون بطون العقارب وأذنابه كأذناب المحاجم وطعمه طعم الزقّوم، فقيل: إنه يحشى باللحم ويقلى بالزيت فيكون طيبا، فقال: لو حشي بالتقوى وقلي بالمغفرة وطبخته الحور العين وحملته الملائكة ما كان إلا بغيضي.
وقيل لآخر: ما تقول في باذنجان عملته بوران، فقال إن شققته مريم وطبخته سارة وقدمته فاطمة لا رغبة لي فيه. وحكي أن الشبلي رئي يوما على الجسر، وكان يوما مطيرا، فقيل له: إلى أين؟ فقال: بلغني أن فلانا يعيب الباذنجان فأريد أن أمرّ عليه فأخاصمه. وقال الوأواء الدمشقي:
أتانا بمقلي بورانه ... وشيرازه من لبان الغنم «4»
وقد شنّج القلي منه الجلود ... كتشنيج أوجه سود الخدم
وقال آخر:
كرة من المسك الذكيّ تضمّنت ... من تحت مسك لؤلؤا مقشورا
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 712