اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 559
دعه فإن لصاحب الحق مقالا، انطلق إلى خولة بنت حكيم فالتمسوا عندها تمرا، فقالت: والله ما عندي إلا تمر ذخيرة. فقال: خذوه فاقضوه، فلما استوف ى قال له: استوفيت، قال: نعم قد أوفيت وأطيبت. فقال صلّى الله عليه وسلم: إن خيار هذه الأمة الموفون المطيبون.
ذمّ ماطل دينا
قال النبيّ صلّى الله عليه وسلم: مطل الغني ظلم، وقال صلّى الله عليه وسلم: الواجد يحل عرضه وعقوبته، فقيل:
عقوبته حبسه وعرضه شكواه. قال:
فما بال ديني إذا يحلّ عليكم ... أرى النّاس يقضون الديون ولا أقضي
يقال: حل الدين يحل وجب محله وحل يحل حصل. وكتب رجل إلى غريم له:
أماطلك العصرين حتّى تملّني ... وترضى بنصف الدّين والأنف راغم «1»
فأجابه:
ستعطي برغم منك في السجن نادما ... وتشقى بطول الحبس والحقّ لازم
وقيل: الأكل سلجان «2» والقضاء ليان. وقيل: الأكل سر يطي والقضاء ضريطي.
مرّ بائع زيتون بامرأة فطلبت منه نسيئة، فقال: ذوقي لتعرفي جودته. فقالت: أنا صائمة قضاء عن رمضان العام الماضي، فقال: يا فاعلة أنت تمطلين ربّك هذا المطل وتطلبين منّي الزيتون بنسيئة متى تقضي؟
قال: ومما يتمثّل به في هذا الموضع، قول كثيّر.
قضى كلّ ذي دين فوفى غريمه ... وعزّة ممطول معنّى غريمها «3»
وقال آخر:
من النّاس إنسانان ديني عليهما ... مليان لو شاء القضا قضياني «4»
خليلي أما أمّ عمرو فمنهما ... وأما عن الأخرى فلا تسلاني
إلى الله أشكو ما ألاقي وأشتكي ... غريما لو أن الدين منذ زمان الحثّ على إنظار المعسر
قال الله تعالى: وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ
«5» . وروي عن النبي صلّى الله عليه وسلم:
أن رجلا فيما مضى لم يعمل خيرا قط، وكان يداين الناس فيقول لرسوله: خذ ما تيسر ودع
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 559