اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 507
لقد أخطأ الطبيب غدا ... ة فصدك طيّب النسم
وراح وفي حديدته ... دم المعروف والكرم
قال ابن الرومي:
يا فاصدا من يد جلّت أياديها ... وذاق طعم الردى والبؤس شانيها «1»
يد الندى هي فارفق لا ترق دمها ... فإن أرزاق طلّاب الندى فيها
واقتصد جعفر بن يحيى فكتب إليه الفضل:
إذا أنت أسبلت للباسليق ... عيونا من أجفانه الواهيه «2»
رأيت اعتدالك يبكي دما ... وتضحك من جنبك العافيه جملة التّداوي
قال أبقراط: جملة المعالجة خمسة أضرب، يعالج ما في الرأس بالغرغرة، وما في المعدة بالقيء، وما في أسفل المعدة بالإسهال، وما بين الجلد بالعرق، وما في داخل الجلد بإخراج الدم. وقال جالينوس: يعالج ما في قعر الكبد والطحال والكليتين بإخراج البول، وما في المعدة من ضعف أو تغير مزاج أو فضول زائدة يرقق بالأدوية، إن كانت حرارة بردت وإن كانت رطوبة جففت.
من امتنع في مرضه من التّداوي وذكر قلّة غنائه
قيل لأبي بكر رضي الله عنه ألا ندعو لك طبيبا، فقال: قد رآني الطبيب وقال أنا فعال لما أريد. ودخل عثمان على ابن مسعود رضي الله عنهما في مرضه. فقال: ما تشتكي؟ قال ذنوبي، قال ما تشتهي؟ قال رحمة ربي، قال ألا ندعو لك طبيبا قال الطبيب أمرضني، قال ألا نأمر لك بشيء قال فما منعني قبل اليوم فلا حاجة لي فيه اليوم، قال تدعه لعيالك قال إني علمتهم شيئا إذا راعوه لم يفتقروا.
سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: من قرأ في كل يوم وليلة سورة الواقعة لم يفتقر أبدا.
وقيل لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ذلك، فقال: لو علمت أن دوائي في مسح أذني ما مسحتها نعم المذهوب إليه ربي. وقيل للربيع بن خيثم في مرضه: ألا ندعو لك طبيبا فقرأ: وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا قد كان فيهم مرضى وأطباء فلا المداوي بقي ولا المداوى، واستحسن قول الشاعر:
إن الطبيب بطبّه ودوائه ... لا يستطيع دفاع مقدور أتى
ما للطبيب يموت بالداء الذي ... قد كان يبرىء مثله فيما مضى
هلك المداوي والمداوى والذي ... جلب الدواء وباعه ومن اشترى
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 507