اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 471
عليك. وقيل للحسن: إن الحجّاج كان يذكرك بسوء، قال: علم ما في نفسي له فنطق وعلمت ما في نفسي له فسكت، وكل امرىء بما كسب رهين.
من سمحت نفسه بأن يجعل في حلّ
كان أبو الدرداء رضي الله عنه إذا خرج يقول: اللهم إني قد تصدّقت بعرضي على عبادك، وقد روي عن النبي صلّى الله عليه وسلم ذلك. وقال كثيّر:
هنيئا مريئا غير داء مخامر ... لعزّة من أعراضنا ما استحلّت «1»
وقيل لرجل: فلان شتمك واغتابك، فقال: هو في حلّ. فقيل: اتحل من يغتابك وبه يقل ميزانك، فقال: لا أحب أن أثقل ميزاني بأوزار إخواني.
من قلّت مبالاته بمن اغتابه
قيل لفيلسوف: فلان يشتمك بالغيب، فقال: لو ضربني بالسياط في الغيب لم أبال به، قال:
وإنّ الذي يؤذيك منه استماعه ... وإن الذي قالوا وراءك لم يقل
قال المتوكل لأبي العيناء: ما بقي أحد إلا اغتابك، فقال:
إذا رضيت عنّي كرام عشيرتي ... فلا زال غضبانا عليّ لئامها
وقيل للأحنف: فلان اغتابك، فقال:
ربّ من يعيبه امرؤ ... وهو لم يخطر ببالي
قلبه ملآن من غيظي ... وقلبي منه خال
وقيل لأعرابية: فلانة تقع فيك، فقالت: دعوها فشكاتها وسكاتها عندي سواء. وقيل لرجل: فلان يغتابك، فقال دعني يرفضي الله بذلك، فمن أكثرت فيه الوقيعة رفعه الله فإن بني أمية لعنوا عليا على المنابر فما زاده الله إلا رفعة.
وحكي عن ببغا الشاعر البغدادي أنه قيل له: إن فلانا يغتابك، فقال: لا ضير أنه أراد أن يمتحن ودّي. وقيل: لآخر ذلك، فقال:
ولم يمح من نور النبيّ أبو جهل ذمّ ناقص يغتاب فاضلا
قيل: كفى بالمرء شرا أن لا يكون صالحا، وهو يقع في الصحالين.
قال شاعر:
عثيثة تقرض جلدا أملسا
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 471