اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 416
ضفادع في ظلماء ليل تجاوبت ... فدلّ عليها صوتها حيّة البحر
وأراد المحاربي قول الشاعر:
لكلّ هلالي من اللؤم جبّة ... ولابن يزيد برقع وقميص
ورأى بعضهم على قيسيّ بردا، فقال: إنكم لتغالون بالبرود أراد قول الشاعر:
المشتري الفسو ببرد حبره «1»
وعرض ابن هبيرة على ضبيّ يلاعبه فصّ فيروزج فخجل منه، أراد به قول الشاعر:
ألا كلّ ضبيّ من اللؤم أزرق هجو القبائل
روي أن رجلا عطش في مفازة فانتهى إلى خباء فعدت صبية فأقبلت عليه بماء ولبن، فسألها عن قبيلتها فقالت: من بني عامر. فقال: الذي يقول فيهم الشاعر:
لعمرك ما تبلى سرائر عامر ... من اللؤم ما دامت عليها جلودها «2»
فتعثرت الصبية كمدا فكسرت الإنائين، وقالت: يا عماه ممن أنت؟ قال: من تميم.
قالت: الذي يقول فيهم الشاعر:
تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا
فقال: بل أنا من بالهة. فقالت:
إذا ولدت حليلة باهليّ ... غلاما زاد في عدد اللئام
فقال: بل أنا من بني أسد، فقالت:
ما سرّني أنّ أمّي من بني أسد ... وأنّ لي كلّ يوم ألف دينار
قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم ... قالوا لأمّهم بولي على النّار
فقال: بل أنا من بني عبس، فقالت:
إذا عبسية ولدت غلاما ... فبشّرها بلؤم مستفاد
فقال: بل أنا من قيس، فقالت:
إذا قيسية عطست فنكها ... فإنّ عطاسها سبب الوداق «3»
فقال: بل أنا من كلب، فقالت:
إذا كلبيّة خضبت يداها ... فزوّجها ولا تأمن زناها
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 416