اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 412
ولعبد الله بن سليمان في فصل إلى إسماعيل بن بلبل وإن من كان بلبلا أبوه لجدير أن يفضّ فوه «1» ليخرس عن تشقيق الكلام وتزويق الكتب بالكذب والآثام.
من نسب أبوه إليه
قال عبدان:
أرى الآباء ينتسبون جهلا ... إلى الأبناء من فرط النّذاله
ونازع عبد الله بن مسعدة عمرو بن هبيرة، فقال: يا واحد ابن واحد عرفت بأبيك فنسبت إليه وعرف أبوك بك فنسب إليك.
من لا يعتدّ بأبيه
قال الأخطل:
فإذا وضعت أباك في ميزانهم ... قفزت حديدته إليك فشالا «2»
ولبعض شعراء أصبهان ويعرف بمحمد بن عبد الله بن كسبر:
تبجّح بالكتابة كلّ وغد ... فقبحا للكتابة والعماله
أرى الآباء نسبتهم جميعا ... إلى الأبناء من فرط النّذاله
كون الابن جاريا مجرى الأب
العصا من العصية هل تنتج الناقة إلا لمن لقحت له.
قال زهير:
وما يفعلوا من فعل صدق فإنّما ... توارثه آباء آبائهم قبل
وهل ينبت الخطيّ إلا وشيجه ... وتغرس إلا في منابتها النّخل
وقال الربيع اليهودي:
وفي أرومته ما ينبت العودا
وقال الأعشى:
العود يعصر ماؤه ... ولكلّ عيدان عصاره
هل تلد الحيّة إلا حيّة
وقال الحميري:
كيف تأتيك بخير ... بيضة من بيض حيّة
أشبه الفرخ أباه ... والعصا من العصيّه «3»
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 412